تُضاف الأخطاء الكبيرة لترامب، المتصاعدة منذ أيام بكاليفورنيا، إلى كومة أخطائه الدائرة على عدة جبهات داخلية وخارجية، فى حين أن حُكْمَه لم يُكْمِل 5 أشهر بعد! فهو، على طريقته، اتخذ قرارات تُطَبَّق فورا ضد المهاجرين غير الشرعيين، وقرر ترحيلهم ولو بالقوة! وفى حالة كاليفورنيا، فهو لم يَعْتَدّ بوضعيتها الخاصة، التى يدركها كل من زارها لعدة أيام، ليجد وكأنه خرج من حدود أمريكا! فاللغة الإسبانية تنتشر بشكل عجيب، محطات إذاعة وقنوات تليفزيون ناطقة بالإسبانية فقط، وصحف بالإسبانية معروضة فى الشوارع، ولافتات محلات، كما يتحدث موظفوها بالإسبانية، وقد لا يعرفون إلا القليل من الإنجليزية..إلخ. ومن النكات السائرة أن الإنجليزية فى كاليفورنيا لغة أجنبية! وهناك قرى وتجمعات سكنية بأغلبية من المكسيكيين، ويتبين أن كثيرين منهم مهاجرون غير شرعيين، ولكن يشعرون بأن مجيئهم حق لهم لأن كاليفورنيا كانت أرضاً مكسيكية قبل أن تئول إلى أمريكا! كما أن لديهم حواضن من عائلاتهم التى سبقت إلى أمريكا وحصلت على الجنسية الأمريكية، كما أن هؤلاء الجدد، الذين يأملون أن يستكملوا أوضاعهم القانونية، يَقبَلون وظائف ينفر منها المهاجرون المستقرون، مما يقدم خدمات مجتمعية مهمة، والأهم أن استقرارهم طلب أساسى لعائلاتهم، مما يجعلها ترضى عمن يساعدها على لَمّ شملها، فيصوتون لصالحه فى الانتخابات، وهذه الأخيرة هى التى تجعل كل المرشحين فى أى انتخابات بكاليفورنيا يراعون حساسية هذه المسألة، بما يفسر موقف حاكم كاليفورنيا الحالى الذي، لذلك، اتهمه ترامب بعدم الكفاءة! بل لقد قرر ترامب استدعاء الحرس الوطنى لمواجهة التظاهرات هناك، فغضب الحاكم وأعلن أن هذه من صلاحياته كحاكم. لاحِظ أن هذا الوضع يمتد بدرجات بكل الولايات المتاخمة لحدود المكسيك الممتدة جنوبى البلاد شرق كاليفورنيا: نيفادا وأريزونا ونيو مكسيكو وتكساس ولويزيانا ومسيسبى وألاباما وفلوريدا. وكما تري، ففيها ولايات حمراء تُصَوِّت عادة لصالح الحزب الجمهوري، إلا أنه صار من الممكن أن تغير عاداتها نتيجة لقرار ترامب.
لا خلاف على أن من حق ترامب، بل من واجبه كرئيس، ألا يتهاون مع المهاجرين غير الشرعيين. ولكن لماذا يُصِرّ على اللجوء إلى الطريقة التى تثير القلاقل فى المجتمع؟
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: