رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

اتجاهات
ترامب .. خطوة للوراء!

تراجع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطوة للخلف عن مخططه فى غزة وإخلائها من سكانها وإقامة (ريفيرا الشرق الأوسط) على أرضها .. قال للصحفيين بالبيت الأبيض الجمعة الماضى إنه لا داعى للعجلة بشأن تنفيذ خطته.

ولم يأت تراجعه من فراغ ولكنه كان نتاج ضغط دبلوماسى مصرى شديد ورفض دولى واسع لخطة حاول خلالها أن يظهر أنه القلب الرحيم الذى لا يريد لأهل غزة العيش فى الجحيم وسط الدمار والخراب وأن بإمكانهم العودة إليها بعد إعادة تعميرها وتحويلها إلى جنة وريفيرا.. والجميع يعرف أن المخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

فالرفض المصرى الأردنى السريع وبيان الخارجية السعودية القوى ورد الفعل الدولى المستنكر دفع ترامب إلى الرجوع خطوة للوراء.. ولكنه فى تقديرى (تراجع تكتيكى) هدفه امتصاص حالة الغضب الرسمى والشعبي.. والرفض السياسى الدولى لهذا الانتهاك الواضح للقوانين الدولية.. وليس تخلياً نهائياً عن فكرته.. والرجل نفسه لم يقل بإلغاء الفكرة.. ولكنه أعلن فقط أنه ليس فى عجلة من أمره.. حتى يتم تسويتها على نار هادئة ويعد لها باستخدام العصا والجزرة والتهديد والوعيد.

وظنى أن ترامب لن يفعل أكثر مما فعله سلفه بايدن فى غزة من حرب إبادة ضد الفلسطينيين.. ولكن الخطر سيظل قائماً طالما بقى فى البيت الأبيض وظل حليفه الصهيونى بالسلطة فى إسرائيل.. ولن تمنعهما أى قوانين أو قرارات أو شرعية دولية.. وربما يكون الرادع الوحيد, فى تقديري, هو وجود تهديد حقيقى لمصالح واشنطن بالمنطقة وأضرار ملموسة على المواطن الأمريكي.. الأمر الذى يحتاج إلى كياسة وحنكة سياسية وقدرة على تحويل الجهد الدبلوماسى العربى إلى واقع عملى يثبت قدرتنا على فرض إرادة الحق على منطق القوة والظلم!.


لمزيد من مقالات مسعود الحناوى

رابط دائم: