بناء الأوطان يتحقق بالعمل الدءوب وجدية القدرة على العطاء واعتناق الفكر الخلاق والإيمان بمبدأ المحاسبة وتعظيم قيم الشفافية وعدم ترك الأمور تسير على غير هدى بغياب قواعد حاكمة تحركها الأحداث كريشة معلقة بالهواء تهوى بمصيرها كيفما تشاء. ورقى الدول يبلغ أيضا منتهاه عندما تمضى المسيرة على الدرب.. تعرف إلى أين تتجه الخطوات وتصنع الرؤى تخطط للمستقبل.. فلا تخطو خطوة بلا حساب وتقيم تجاربها باستمرار وتضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
مصر- السيسى لا تترك مصيرها بأى مجال معلقا بمقدرات الأيام، لتلقى بها حيث تشاء وإنما تخطط لبناء وطن تفتخر به الأجيال ويمتلك القدرة ليبحر فى عمق المستقبل ويقود نجاحاته على الدرب بأقدام راسخة وفكر مستنير، فيبدد وحشة مشكلات تحاصرها دون استسلام للإخفاقات.. تنهض كلما تعثرت. فلديها إرادة الانطلاق وبلوغ حلم تنشده لإسعاد المصريين ولا تخشى المحاسبة.. وعندما تعمقت تقتحم ملف أوليمبياد باريس 2024 ، فقد نبع نتيجة غياب الرضا عما حققته من نتائج بالمسابقات، طموحا للوصول للدرجات العليا.. فوقفت تحاسب المشاركين وتضع النقاط فوق حروف هاربة ليستقيم المعنى.. لم يطوها سكون الصمت وتحركت الأجهزة المعنية تضطلع بدورها لتعيد تقييم التجربة وتحدد مواطن الضعف وتكشف عمق الثغرات وتفتش عن أسباب آلت لنتائج هزيلة وعملت على خلق رؤية جادة تقودها لتحقيق نجاحات أفضل والدخول بمجالات المنافسة بكل قوة وتوفير ضمانات حقيقية ليكون اللاعبون على قدر المسئولية يتمتعون بالمهارة والموهبة لبلوغ فوز تنشده. وإذا كان بحثها فى مواطن الضعف ضرورة للنهوض على طريق المنافسة وانطلاق مسيرتها.. فإن بحثها يأتى بذات القدر بنقاط القوة لتعظم قيمة النتائج المرجوة ورفضت الارتكان إليها، لترضى بما حققته.. فطموحاتها أكبر بكثير مما وصلت إليه وما حصدته بأوليمبياد باريس رغم أنه انجاز أبهج الصدور وبشر بأن هناك شيئا تغير وآمالا ولدت، لكن مشاعر الرضا غابت بنتائج جعلتها خارج المنافسة بالمسابقات الدولية وحتما أن يكون وجودها ذا تأثير، فلا تذهب ويعود اللاعبون خالين الوفاض.
اقترب الرئيس عبدالفتاح السيسى من صورة بدت عليها نتائج ما حققته اتحادات اللعبات الرياضية بمسابقات أوليمبياد باريس هذا العام.. وقف من قريب يقرأ ملامحها.. يتعرف على نقاط الضعف ونقاط القوة ولم يتسرب لوجدانه القبول بما حصده المشاركون من ميداليات حملوها تزين صدورهم.. ود أن يكون الفوز متعددا فى المسابقات.. فيليق بدولة تخطو بثبات على طريق التقدم والرقى وأصر دون وداع الحدث يمر مرورا عابرا.. فصوب المسار ليكسب مصر قدرة حين تشارك بتلك البطولات تحقيق وجود مؤثر وفعال. دشن الرئيس السيسى إجراءات شاملة جاءت بوقتها تحمل بين ثناياها آمالا عريضة.. تجعل من أداء الاتحادات سعيا لضمان تطوير أداء المنظومة الرياضية وترسخ مبادئ المحاسبة والشفافية وتزيل كل المعوقات التى تواجه اللاعبين وجميع عناصر اللعبات المختلفة وحتى يكون العائد من المشاركة فى المنافسات الدولية عائدا حقيقيا يلبى الطموحات المرجوة وليس نزهة رياضية داخل أروقة المسابقات..
صنع الرئيس عبدالفتاح السيسى رؤية تتضمن تصورا شاملا يقتلع جذور الفوضى ويعيد القوة إلى اللعبات الفردية ويجعل الاتحادات الرياضية المعنية تضطلع بمهام مسئولياتها وتخضع للمحاسبة واتخذ على هديها إجراءات مناسبة تجاه عناصر بدت بصورة سلبية نالت بتأثير شديد من سمعة الرياضة المصرية وقلص حجم المشاركة بالألعاب التى لا تتمتع مصر فيها بميزة تنافسية لتقتصر على اللاعبين الواعدين وأن يكون أساس الاختيار عبر مقارنة بين الإنجاز المحلى ونظيره الأوليمبى ومدى التقارب بينهما وتقليل أعداد الفنيين والإداريين الممثلين للبعثة الأوليمبية.. فيكون لكل منهم دور جاد وفعال. حاصرت قرارات الرئيس السيسى الأوضاع السائدة.. لم يدعها تسير بلا غاية وإنما صوب مجراها بحزمة إجراءات فورية ضامنة للقيام بمراجعة قانونية دقيقة لأوجه صرف المبالغ المالية المخصصة للاتحادات الرياضية المشاركة بجميع المسابقات بالأوليمبياد ودراسة قيمة المبالغ الممنوحة لبعضها ارتباطا بما حققته من نجاحات وبيان أسس المنح ووضع ضوابط حاكمة فيما يتعلق بمبالغ الدعم المقدمة لها مستقبلا وتوفير الاحتياجات اللازمة للاتحادات التى حققت حصادا بمراكز متقدمة رغم ضعف إمكاناتها.. ليعينها على تطوير أدائها وتعزيز مشاركتها بدورات قادمة. أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى أوضاع الاتحادات الرياضية بوعى يبصر عمق مشكلات تجابه وجودها وتحول دون تمثيل مصر بقوة فى المسابقات العالمية.. فعمل على إيقاف نزيف خسائرها ووضع قواعد صارمة تمكنها من تحقيق انطلاقات واسعة وقفزات هائلة وتنفض عن مسيرتها غبار ما حدث بأوليمبياد باريس وتفتح الأفق رحبا ليكون بين لاعبيها أبطال حقيقيون قادرون على المنافسة ووثق الرباط بين الوزارات المعنية لتكون معامل تفريغ لمواهب قادرة على العطاء.
لمزيد من مقالات عبدالرءوف خليفة رابط دائم: