لا شك فى أن رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى للمصريين كانت واضحة تماما خلال حواره المفتوح مع عدد من خريجى الأكاديمية العسكرية المصرية الذين التقاهم أمس الأول، وبخاصة ما يتعلق بالوضع فى المنطقة، وموقف مصر منه، وحرب الشائعات التى لا تتوقف أبدا ضد الوطن.
كان الرئيس دقيقا للغاية عندما تحدث عن الموقف الراهن وأن التطورات أدت بالمنطقة إلى «مفترق طرق تاريخي»، وهو ما يتطلب الحذر والتأنى والدراسة المتعمقة، قبل اتخاذ أى قرار. وأن ثوابت السياسة المصرية تقوم على التوازن والاعتدال والإيجابية، وإنهاء الأزمات، لا تصعيدها.
لقد كانت مصر الدولة الأكثر تحذيرا منذ اليوم الأول لحرب غزة، من خطورة اتساع نطاق الصراع، وتحوله إلى حرب إقليمية شاملة، وهو ما يحدث أمامنا الآن بالفعل، فلم يعد الحديث الآن عن غزة، بل عن تصعيد خطير فى الجبهة الإسرائيلية الشمالية مع لبنان، وعبر الحدود مع سوريا، فضلا عن التوترات فى منطقة باب المندب والبحر الأحمر، فى ظل تقاعس المجتمع الدولى الفاضح عن وضع حد للانتهاكات، بل للجرائم، الإسرائيلية، التى ترتكب ضد شعوب المنطقة، تحت ذريعة «الدفاع عن النفس».
ومازالت مصر ترفض الفوضى، وتؤمن بضرورة الالتزام بالقوانين الدولية، وتنادى بأن تبقى الشعوب واعية تماما بأهمية نبذ أى محاولات لزعزعة الاستقرار، تجنبا للعواقب السلبية لذلك. ومازالت تدعو الجميع إلى أن يتحلى بالوعى والاتزان والموضوعية، لأن الدروس المستفادة مما يجرى حولنا، تؤكد كيف كان ضعف الوعى والتشرذم، ولا يزالان، هما الثغرة التى يمكن أن ينفذ منها أى عدو، أو أى خصم، إلى شعب أو وطن.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: