نتجول اليوم حول السيرة العطرة للسيدة الطاهرة أم المؤمنين هند بنت أبى أمية القرشية المشهورة (بأم سلمة) والدها من سادات قريشٍ، وكان مشهوراً بالكرم والسخاء وهى بنت عم خالد بن الوليد، والتى قدمت النموذج الحى للزوجة الصالحة، وقدمت كل شىء لنشر الدعوة الاسلامية والوقوف بجانب زوجها وأولادها فى السراء والضراء.
كانت أم سلمة رضى الله عنها من الجيل الأوّل الذى أسلم مبكّرا فى مكة، وتعرضت كغيرها من المسلمين لكل صنوف الأذى والعذاب حتى أذن الله للمؤمنين بالهجرة الأولى إلى الحبشة لتنطلق هى وزوجها عبدالله المخزومى مهاجريْن فى سبيل الله فارّين بدينهما من أذى قريشٍ واضطهادها محتميين بالنجاشى الملك العادل.
وجاء فى كتب التراث انه فى غزوة أحد أُصيب زوجها بإصابة بالغة ووقفت بجواره وكانت تمرضه، ولكنه تُوفى متأثراً بجراحه ، وهذا ابتلاء كبير يصيب أم سلمة بعد رحيل زوجها من الدنيا تاركاً وراءه أربعة من الأولاد فأشفق عليها صاحب رسول الله سيدنا أبو بكر الصديق فخطبها إلا أنها لم تقبل وفضلت العيش مع أبنائها.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر فى أمر تلك المرأة الكريمة الصادقة الوفية المحتسبة فتقدم لها وتزوجها مكافأة لها على صبرها ومواساة لها ورعاية لأبنائها. وقد أخذت أم سلمة حظّا وافرا من أنوار النبوّة وعلومها ولمَ لا وهى تعيش فى بيت النبوة حتى الصحابة كانوا يفدون إليها ويستفتونها فى العديد من المسائل ويحتكمون إليها عند الاختلاف.. نفعنا الله بعلمها وبركتها ومعها كل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لمزيد من مقالات عــلاء الزمــر رابط دائم: