يعتبر سلاح الطيران، من أهم الأسلحة فى الحروب الحديثة، إلى حد أن القائد الألمانى الشهير روميل اعترف فى مذكراته (أى إنسان يضطر للقتال، ولو بأحدث الأسلحة، ضد عدو يسيطر على الناحية الجوية تماما، فسوف يقاتل مثل الإنسان البدائى الهمجى فى مواجهة قوات أوروبية حديثة). وقد اهتمت دولة الاحتلال الإسرائيلى بتطوير سلاحها الجوى (ذراعها الطويلة) بمساعدة الولايات المتحدة والغرب، حتى أصبحت تمتلك طائرات وطيارين من أفضل ما يوجد فى العالم كله، لكن خلال حرب الاستنزاف (1969/1970)، تحدى المصريون القصف الجوى الإسرائيلى الهائل الذى وصل فى أحد الأوقات إلى 1000 قنبلة يوميا (تصريح لجولدا مائير)، ونجحوا رغم الخسائر المؤلمة، فى تحقيق أهدافهم وبناء حائط الصواريخ على الضفة الغربية للقناة. وفى حرب أكتوبر 1973، نفذ الطيران الإسرائيلى طلعة هجومية على الجبهة المصرية، لكن المصريين صمدوا، ولم ينكسروا ولم يتراجعوا حتى انتهاء الحرب لصالحهم. وفى عام 1982، قام الجيش الإسرائيلى بغزو لبنان وحاصر العاصمة بيروت، التى تعرضت لنحو 60 ألف قذيفة، دون أن يتم القضاء على رجال المقاومة هناك. وخلال حرب الإبادة الحالية على قطاع غزة، ألقى الصهاينة ما يقرب من 80 ألف طن متفجرات على القطاع (خلال 9 أشهر فقط)، دون أن يتمكنوا من دفن رجال المقاومة الفلسطينية. وفى هذه الأيام بدأ الصهاينة حملة جوية دموية وحشية مركزة ضد لبنان، لتسجيل مذابح ومجازر جديدة، دون أن يستوعبوا شيئا من دروس التاريخ.
د. مدحت حسن عبدالعزيز ـــ مؤرخ عسكرى
رابط دائم: