تطورت الصناعة الحيوانية بوصولها إلى تربية الماشية فى حظائر ضخمة والباقى يربى فى مزارع صغيرة وتعتبر مسئولة عن 16% من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحرارى وأهمها ثانى أكسيد الكربون والميثان ويصاحبهما أكسيد النيتروز.. ومع الزيادة السكانية فى مصر زاد الطلب على اللحوم ما أوجد فرقا بين الإنتاج والاستهلاك حتى وصل المستورد من اللحوم لنحو 630 ألف طن سنويا منها 430 ألف طن لحوما مجمدة. وبعد هضم الأبقار والحيوانات المجترة للأعشاب والنباتات ينطلق من البقرة الواحدة بعد عملية التخمر غاز الميثان بنحو 120 كجم سنويا.. كما تفرز الماشية عالميا نحو 450 مليون طن من الإخراجات والروث ويوضع فى مكبات أو يتخلص منها فى الأراضى الزراعية كسماد.. ومع التغيرات الجوية وهطول الأمطار تتسرب إلى التربة ومجارى المياه وتسبب تسمما لمياه الشرب وتخنق الشعاب المرجانية عند السواحل.. وتستهلك الماشية نحو 60% من المحصول الزراعى كأعلاف، والطلب المتزايد منه أدى إلى إزالة الغابات بنحو 10 ملايين فدان سنويا مما زاد من كمية الكربون فى الغلاف الجوى لعدم امتصاصه بواسطة الأشجار. وعالميا يتم التوجه نحو الاستعاضة بلحوم فول الصويا وباستخدام زيتها وهى لحوم مصنعة محتواها وافر بالبروتين والدهون المنخفضة، وهى سهلة الهضم ومصدر جيد للألياف والحديد وفيتامين ب.. كما توصل الباحثون إلى اللحوم المزروعة عن طريق الخلايا الحيوانية أو إنتاج خمائر غنية بالبروتين.. والهدف هو الحد من التأثيرات البيئية الضارة من تربية الحيوانات المنتجة للحوم كبديل آمن وصحى.
د. جمال سعيد
كلية العلوم ـ جامعة الفيوم
رابط دائم: