عقيدة القوات المسلحة المصرية الباسلة لم تتغير منذ فجر التاريخ، وهى الدفاع عن الأرض والعرض ورد أى عدوان دون أطماع فى حقوق الآخرين.. ولقد كانت ملحمة السادس من اكتوبر المجيدة خير دليل على صلابة المقاتل المصرى وشجاعته وقدرته على التفوق والنصر بل تغيير الكثير من النظريات الحربية القديمة..
وفى استقبال عيد النصر وتحرير الأرض أعاد المخرج المبدع محمود مصطفى تقديم العرض الغنائى الاستعراضى «أحمس» على مسرح الجمهورية من إنتاج دار الأوبرا المصرية، ويتناول العرض، الذى صاغه دراميا الشاعر الكبير الراحل الدكتور مصطفى سليم، قصة كفاح الجيش المصرى ضد محاولات الهكسوس للاستيلاء على الأرض وغزو البلاد.. وكيف استمرت المقاومة بعد وفاة الملك سقنن رع من خلال ابنه القائد كاموس الذى لحق بأبيه على أرض المعركة فنهض شقيقه الأصغر أحمس الذى لم يكن يتجاوز مرحلة الصبا ليقود الجيش ويحقق النصر ويدحر جيوش الغزاة.. وكيف قامت الأم المصرية الملكة توتى شيرى بدور بطولى فى تحفيز أبنائها بعد فقد زوجها ثم فقد ابنها الاول واستعدادها للتضحية بكل ما تملك من أجل الأرض والكرامة.. قامت النجمة القديرة سميرة عبدالعزيز بدور الملكه توتى شيرى فى أداء يمزج بين الحنان والصرامة وكأنما تخصصت فى تقديم أدوار أم العظماء، وكيف لا وهى من قدمت من قبل دور الأم للإمام المراغى وكوكب الشرق أم كلثوم وفنان الشعب سيد درويش وغيرهم.. ولكنها فى دور والدة القائدين كاموس وأحمس بدت وكأنها تجسد رمز الوطن..كما تألق النجم حمزة العيلى فى دور قائد الهكسوس بما يحمله من شراسة وغطرسة وغرور زائف، والدكتور عبد الله سعد، أحد رموز الأوبرا، فى دور الملك سقنن رع، ولعب الفنان والمخرج كمال عطية دور الراوى فى حضور مسرحى كبير.. أما نجوم العرض من فرقة الرقص الحديث فتألق الراقص الأول عمرو البطريق فى دور الملك أحمس، وبادله الأداء النجم يحيى أحمد. كما تألقت يمنى مسعد فى دور ابنة ملك الهكسوس ومينا ثابت فى دور كاموس.. أما عن عناصر الإبهار من خلف الستار فكان لديكور أحمد زايد وإضاءة ياسر شعلان وملابس هالة محمود والإعداد الموسيقى البديع لخالد درويش، إلى جانب لوحات الفيديو مابينج لرضا صلاح دور كبير فى إضفاء الجو الفرعونى القديم وتحقيق المتعة البصرية والسمعية لعرض يستحق أن يقدم فترة طويلة وأن يشاهده أكبر عدد من الجمهور ليتعرفوا على تاريخ مصر الذى لم يتجزأ يوما عن تاريخ جيشها وشعبها العظيم.
رابط دائم: