رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
رهان إسرائيل بجنوب لبنان

تعلم إسرائيل قبل غيرها أن هدفها الكبير بإزاحة حزب الله من موقعه فى جنوب لبنان إلى ما وراء نهر الليطانى، لا يمكن أن يتحقق عبر غاراتها الجوية مهما وصل عنفها وتوحشها، ومهما دمرت من منشآت واغتالت من قيادات، وإنما يجب على جيشها أن يتحرك على الأرض، بالاشتباك وجهاً لوجه مع مقاتلى حزب الله. كما تعلم أيضاً أن هؤلاء يتعطشون إلى هذه المواجهة لأغراض راسخة تشكل عقيدتهم، أُضِيِف إليها رغبتُهم فى الثأر لاغتيال زعيمهم وكبار قادتهم، كما أنهم متجذرون على هذه الأرض، وأسلحتهم الفتّاكة مدفونة تحت أرضهم قريبة من أياديهم، بما يؤكد أن المواجهة لن تكون لإسرائيل بسهولة قيام سلاح طيرانها بالقصف الجوى حيث يشعر طياروها بأمان، وهم يضربون بأسلحة جبارة وفق إحداثيات فائقة الدقة أمدتهم بها أكبر أجهزة رصد وملاحقة فى العالم، مع معلومات أخرى من عملاء لها على الأرض اخترقت بهم حزب الله.

أما واقع المواجهة على الأرض، أن مقاتلى حزب الله فى حركة دائبة، يمكنهم المراوغة والمباغتة من حيث لا يحتسب من يقاتلهم، والأهم أن لدى مقاتلى الحزب سلاحاً يفتقده جيش إسرائيل، وهو الرغبة فى الاستشهاد، المعززة بروح الدفاع عن الأرض وعن الأهل، والرغبة فى الثأر للضحايا من الزعامات ومن الشعب، ورد الاعتبار عن خسائر جولات سابقة! وقد أضيف إلى كل هذا أن القيادة الجديدة للحزب، هاشم صفى الدين، سيعمل على إثبات أنه ليس أقل قدرة فى الثبات على المبدأ والموقف من حسن نصر الله.

المؤكد أن كل هذا لا يغيب عن قادة إسرائيل، ولكنهم مندفعون نحو هدف كبير بإشعال المنطقة وتوريط إيران، ويراهنون على أنهم إذا تعرضوا لتهديد حقيقى فإن حلفاءهم بالغرب لن يتخلوا عنهم، فتصير حرب إسرائيل فى لبنان، بتبعاتها، على رأس أولويات حلفاء الغرب، برغم أنهم منغمسون بالفعل فى مواجهة روسيا فى حرب أوكرانيا، كما أنهم فى حرب من نوع مختلف ضد الصين. أما السؤال المهم، وبفرض أن تتدخل إيران: هل تلبية لما تفرضه إسرائيل، تُلْغِى أمريكا التهدئة التى حققتها تواً مع إيران؟

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: