استرحت كثيرا لقرار وزير التعليم، السيد محمد عبداللطيف، بالعدول عن فكرة عدم إضافة اللغة الفرنسية – كلغة ثانية- إلى مجموع درجات النجاح فى الثانوية العامة... هذا فى تقديرى تصرف حكيم للغاية. وقد ذكرتنى تلك الواقعة بقصة طريفة حدثت معى عندما تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة فى عام 1969 وانخرطت على الفور فى أول دفعة مؤهلات عليا تجند فى القوات المسلحة. وقد كان والدى رحمه الله يريدنى أن ألتحق بالسلك الدبلوماسى! ولكن فكرة أى عمل خارج مصر، لم تكن تروق لى على الإطلاق! ولذا، وفى مواجهة ذلك الإلحاح قلت لوالدى إننى لا أصلح للالتحاق بالخارجية، لأننى لا أعرف إلا لغة أجنبية واحدة، هى الإنجليزية! فقال لى بسيطة! ولأنه كان مفتشا مرموقا للغة العربية، فقد تخير أفضل مدرسى اللغة الفرنسية من زملائه فى شمال القاهرة، وطلب منه أن يدرس لى فى ثلاثة أشهر منهج اللغة الفرنسية الذى كان يدرسه لطلبة الثانوى فى ثلاث سنوات! وبالفعل، بدأ الاستاذ الفاضل فى إعطائى أربعة دروس مكثفة أسبوعيا، فضلا عن تشجيعى على الالتحاق بمدرسة لتعليم الفرنسية أذكر أن اسمها كان (إيكول موريس)، فى وسط القاهرة! غير أن الرياح- كما يقال- تأتى بما لا تشتهى السفن! فقد ألقى القبض على – فى فبراير 1972- بتهمة الانضمام لتنظيم قومى عربى (سعى زميلى الأكبر العزيز النابه، أستاذ الاقتصاد المرموق الآن د. محمد عبدالشفيع عيسى، لضمى إليه فى ذلك الحين!). كما أدت تلك الواقعة إلى إنهاء خدمتى العسكرية، والقضاء بالطبع على حلم والدى فى إلحاقى بالسلك الدبلوماسى، ولينفتح الطريق أمامى نحو العمل الذى كنت أحلم به: (الكتابة الصحفية!). ولكن بقى معى من اللغة الفرنسية، ليس إطلاقا إتقانها، وإنما التمكن من النطق السليم لكلماتها، وتذوق إيقاعها اللفظى المميز، فضلا عن أنها اللغة الوحيدة الموجودة فى القارات الخمس مع اللغة الإنجليزية.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: