عام 1897م عقد حكماء صهيون أول مؤتمر ماسونى صهيونى فى سويسرا ناقشوا فيه خطة مجيء المسيح المنتظر وتهيئة العالم للخضوع له تحت مظلة دولة يهودية، قالوا فى هذا المؤتمر: «لقد ابتدعنا منذ زمن شعارات الحرية والمساواة ليرددها الشعوب لكسر القيود ونشر الفوضى وعملنا على القضاء على المشاعر الدينية». وكتب الفيلسوف الإنجليزى «جون روبسون» كتاباً عام 1798م أظهر فيه البرهان على وجود مؤامرة لتدمير الحكومات والأديان وحذر فيه من مخططات سرية وصلت إليه للسيطرة على العالم وكان هذا قبل الثورة الفرنسية. ويقول «جوزيف برودون» المفكر الاشتراكى ومؤسس الفكر الفوضوى والأناركى أو اللاسلطوى وأحد زعماء الماسونية فى فرنسا عام 1848م: «ليست الماسونية سوى نكران جوهر الأديان، وإن قالت الماسونية بوجود إله فإننا نقصد بها الطبيعة والقوى المادية». وهذا ما يُروج له الآن بكل قوة أن الطبيعة تحمل قوة إلهية وأن الأرض أمنا. وفى النشرة الرسمية الماسونية التى نشرتها فرنسا عام 1866م كتب فيها: «نحن الماسونيين علينا أن نتحرر من كل اعتقاد بوجود الإله لأنه لم يبق أحد يؤمن بالإله والخلود سوى الحمقى، وعلينا أن نصور الإله للشعوب أنه ينبوع الاستبداد، وننشر الحرية بعيداً عنه».
وفى المحفل الماسونى بفرنسا عام 1922م قالوا: «علينا أن نشتغل بأيد خفية نشطة وننسج الأكفان التى سوف تُدفن فيها جميع الأديان فيتسنى لنا أن نبيد الأكليريكيات (الكهنوت) من العالم وما ينشأ عنها من خرافات. سوف نقوى حرية الضمير فى الأفراد بكل ما أوتينا من قوة ونعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقى للبشرية الذى هو الدين. بهذه الطريقة سنمشى بأمان أكبر فى مسيرتنا للهجوم على الكنيسة أكثر من أخوتنا الماسونيين فى فرنسا وبريطانيا. أما الآن لكى نضمن لأنفسنا حبراً أعظم بالمواصفات المطلوبة فعلينا تشكيله وقولبته أولاً، فهذا البابا يستحق جيلاً من التحضير بالمقارنة مع السيادة التى نحلم بها».
وقالوا: «دعوكم من العجائز والراشدين جانباً اذهبوا إلى الشباب وإن أمكن إلى الأطفال سوف تلفقون لأنفسكم بكلفة بسيطة سمعة طيبة ككاثوليك صالحين ومواطنين أنقياء. إن هذا الصيت سيسمح لوصول عقائدنا إلى وسط الإكليروس الشاب فضلاً عن الأديار. فى غضون سنوات قليلة هذا الإكليروس الفتى بقوة الأمور سيستلم كل الوظائف، سيشكلون مجلساً للحاكم، ستتم دعوتهم لاختيار حبر أعظم للحكم. وهذا البابا كأغلبية معاصريه؛ من الضرورى أن يكون متشرباً للمبادئ الإنسانية (حقوق الإنسان) والتى سنبدأ فى جعلها فى موضع التداول. إنها حبة خردل سوداء صغيرة نستودعها فى التراب، لكن نور العدالة سيجعلها تنمو لتصير القوة الأعظم ويوماً ما سترون الحصاد الوفير الذى ستنتجه هذه البذرة الصغيرة. دعوا الإكليروس يسيرون تحت رايتكم معتقدين دائماً بأنهم يسيرون خلف راية المفاتيح الرسولية، فى المعاهد الدينية، فى الأديار». ويحتفظ المتحف البريطانى برسالة من «ألبرت بايك» عام 1981م الذى تكلمنا عنه أنه مؤسس الماسونية الشيطانية الحديثة وكان زعيماً للماسونية يقول فيها: «يجب أن نقول للجماهير إننا نؤمن باللـه ونعبده، ولكن الإله الذى نعبده تفصلنا عنه الأوهام والخرافات، ويجب علينا أن نحافظ على عقيدة الشيطان. نعم الشيطان هو الإله، ولكن للأسف يوجد إله آخر هو أدوناى الإله فى اليهودية، ولكن الشيطان مساو لأدوناى وهو الذى يكافح لأجل الإنسانية». ثم أعلن «بايك» طقوسه الشيطانية واستلهم صورا وعبادات مصرية قديمة ودمجها مع العبادات الشيطانية. وبالطبع لم يعبدالمصريون عبادات شيطانية، ولكن كانت مصر دائماً هى النموذج الأقوى والأعظم فى الحضارات البشرية والتى تحوى أسراراً غير معروفة ولم يدركها العلماء. وهذا الغموض مع القوة الحضارية الكونية جعلت كل من يريد أن يعلن أن هناك قوى خفية غير مدركة يلصق أفكاره بالأفكار المصرية القديمة. فقد كانت مصر دائماً حاضرة فى أذهان كل من يبحث عن القوة الكونية، بل حاضرة أيضاً فى أذهان كل من يبحث عن الحقيقة. هكذا نرى مصر فى كتابات ومسرحيات أسخيلوس أو المسرح اليونانى (525- 456ق.م) يتكلم عن ملوك مصر وحضارتها. وفى ملحمة أوديب فى الإلياذة التى كتبها هوميروس القرن الثامن قبل الميلاد الذى يرتكب إثماً شنيعاً فينصحه الكهنة أن يبقى بلا نسل لأن ابنه الذى سيولد منه سيولد ليجلب له العار. وبالفعل هذا ما حدث وغضبت السماء على أوديب الابن وانتشر الطاعون فى طيبة. وهكذا أيضاً كانت مصر هى إلهام فلسفة أفلاطون وتكوين فكره الفلسفى عن الإله، كما جاء أرسطو مع الإسكندر وأخذ منها كل العلم. وبعده جاء أفلوطين الفيلسوف المصرى الذى دمج بين الأفلاطونية والأفكار المصرية القديمة مع الفلسفات الغنوسية وأسس الأفلاطونية الحديثة والتى منها أخذت الماسونية أغلب أفكارها الدينية. وجاء وبعده فيلون الفيلسوف اليهودى السكندرى ودمج اليهودية مع هذه الأفكار أيضاً. لذلك دمج «بايك» فى كتاباته أسطورة أزوريس وإيزيس فى طقوسه الماسونية كرمز لبعث الهيكل اليهودى وكانوا البنائيين الأحرار ونشروا فى كاتدرائيات أوروبا التى بناها فرسان المعبد تمثالاً أسود أشاعوا إنه للسيدة العذراء، ولكنه فى الحقيقة كان لإيزيس وعملوه أسود لأنه يشير إلى مصر وكتبوا تحتها إحدى آيات سفر النشيد: «أنا سوداء وجميلة» (نش1: 5). ويعملون الآن على نشر ما يسمى بالدين الموحد، وهو فى حقيقته محاولة لطمس الأديان فى إطار واحد يسيطرون عليه هم ليعلنوا بعد هدم التقاليد والأديان ظهور المسيا من أورشليم، ويحاولوا أن يهدموا الجيوش القوية بإنهاكها فى الحروب والسيطرة عليها، وإضعاف الحكومات بالاقتراض من البنك الدولى حتى يستطيعوا أن يحتلوا العالم اقتصادياً وفكرياً ودينياُ وإعلامياً، ثم يعلنوا الحكومة الواحدة للعالم كله تحت سيطرتهم.
لمزيد من مقالات القمص. انجيلوس جرجس رابط دائم: