رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مدارسها وفرقها وآلاتها..
الموسيقى الفرعونية .. «لحن الجمهورية الفاضلة»

نيفين عمارة
جلسة ملكية فى حضرة عازف الموسيقى

برع المصريون القدماء فى كثير من المجالات، وأجادوا فى توظيف هذه البراعة لخدمة الفنون التى ظلت آثارها باقية حتى هذا اليوم. ومن أبرز المجالات التى برع فيها القدماء من أهل مصر، كانت الموسيقى التى تفنن فى صناعة آلاتها ونظم نغماتها.


عازفات الناى.. جمال والتزام

وصف أفلاطون الموسيقى عند المصريين القدماء، فقال صادقا: «إن الموسيقى المصرية هى أرقى موسيقى فى العالم، فهى الموسيقى الملائمة لتكون لحنَ الجمهورية الفاضلة». فكيف كانت علاقة المصرى القديم بالموسيقي؟ وكيف تطورت تفاصيل «الصنعة» المرتبطة بالموسيقى لدى المصريين القدماء؟.

تجيب نهلة عبد الستار، المتخصصة فى علوم الموسيقى الفرعونية وتاريخ الفن، فتقول: «احتلت الموسيقى فى الحضارة المصرية القديمة منزلة كبيرة فى حياة المصريين، وتعد من الفنون المهمة سواء بالنسبة إلى القصر، والشعب، والمعبد. فازدهر فى مصر القديمة، وجود الفرق الموسيقية و تطورت صنعة الآلات على مر التاريخ القديم، ليترك المصرى فى هذا الخصوص تراثا زاخرا وبالغ التشعب».

وتكمل نهلة: «طور المصريون القدماء الآلات الموسيقية التى تنوعت فى عهدهم ما بين الوترية، والإيقاعية، والنفخ. ولكن ذلك لم يمنع تسيد آلات بعينها، مثل آلة الكنارة والتى تشبه آلة السمسمية، والهارب، والناى (الفلوت)، ومعها الفلوت المزدوج أو (الأرغول)، والدف، والسيستروم أو(الشخليلة)».


نهلة محمد عبدالستار

وعن مكانة الموسيقيين فى عصر الفراعنة القدماء، توضح: « لم يتواجد فى مصر القديمة معبود واحد ارتبط بالموسيقى، بل ربط المصريون القدماء بين الموسيقى وعدد من المعبودات، منها : المعبود (بس) الذى يعد الحارس أوالنصير للموسيقى من الدنس الدنيوى. وكذلك المعبودة حتحور، والتى تعرف بـ(المعبودة الذهبية)، و(سيدة الرقص)، و(سيدة الموسيقى). وكذلك المعبودة إيزيس وغيرهم».

ولقد وجدت فى مصر القديمة، وفقا إلى أستاذة نهلة عبد الستار، فرق غناء ورقص محددة، ومتخصصة بعروض وفنون الرقص والأغانى فى المعابد، وذلك للعمل على خدمة الآلهة. كما وجدت ضمن البيوت الملكية وبيوت الأمراء.


الإلهة تتذوق الموسيقى

ولذلك، تقول نهلة: « ظهرت مهنة الـ(مدرب) أو الـ(مدرس) منذ الدولة القديمة لتعليم النشء العزف على الآلات الموسيقية والغناء والتأليف وغيرها. وذلك بهدف إعداد جيل جديد من الموسيقيين والمغنين ونعرف ممن تقلدوا تلك الوظائف، الكاهن (خسوور)، الذى حمل لقب (مدرب المغنين)، وتم تصويره فى إحدى النقوش وهو يعطى دروسا فى العزف بـ(السيستروم) والتصفيق بالأيدى، وقد أُقيمت دروس العزف بإحدى ردهات المعبد، وكان الفصل الواحد يضم عشر فتيات لتنمية مهاراتهن خلال عملهن ضمن عقيدة حتحور بالمعبد المحلى» .

وتستكمل : «كان المغنون والعازفون الموهوبون فى مصر القديمة يتمتعون بدرجة رفيعة فى المجتمع وكانت أسماؤهم تخلد على جدران المقابر والمعابد . ومن أبرز الأسماء التى لمعت بفضل الموسيقى، (حمرع) وكان موسيقيا ورئيسا بالبلاط الملكى فى عصر الملك خوفو. وكذلك (كافوعنخ)، وهو أول من شغل وظيفة مشرف الغناء فى القصر الملكى لمدة 45 عاما حتى بداية الأسرة الخامسة وحصل على مقبره بالجيزة تكريما له من الملك (أوسر كاف)، ومن ألقابه «مشرف العازفين بالقصر ومشرف عازفى الناى».

وكذلك ظهرت الثنائيات الموسيقيّة، وفقا للأستاذة نهلة عبد الستار، ويعد أشهرها «حنكو»، عازف الهارب، والمغنية «آتى» حيث حظى الاثنان معا بشرف التخليد على مقبرة أحد أفراد العائلة المالكة من الأسرة الخامسة.


تدريبات لها أصول.. تعكسها الجداريات

وتشرح أن معرفتنا بتاريخ الموسيقى يرجع الفضل فيه للجداريات و نقوش الدولة القديمة حيث حرصوا على توثيق الحياة الموسيقية داخل المجتمع المصرى القديم، كما أنها أوضحت تصنيف الآلات، وشرحت طريقة عزف كل آلة، مما أتاح للباحثين التوصل إلى معلومات كثيرة عن الحياة الموسيقية فى مصر القديمة

ولقد نجح الحكيم (آني) فى تلخيص دور الموسيقى فى حياه المصرى القديم بقول مأثور فى إحدى بردياته قائلا : «إن الغناء والرقص والبخور هى طعام الآلهة».. هكذا كانت بالنسبة للمصريين القدماء .. هكذا كانت الموسيقى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق