عندما تسمع كلمة قدرات روحية، قد يتبادر إلى ذهنك التواصل مع أرواح الموتي، او كائنات فضائية، او كائنات اخري، حيث يسمح الشخص لكيان مفترض الوجود فى مكان ما لاستخدام أجسادهم كوسيلة للتواصل.
تقول د. هيلانة وهبة فى كتابها عالم التواصل الروحى: «إن القدرات روحية هى عملية الكشف عن المعلومات والطاقة التى لا تقتصر على مفاهيمنا التقليدية عن المكان والزمان والتى يمكن أن تبدو متقلبة». أحد أكثر الأشياء إرباكًا فيما يتعلق بالقدرات روحية هو اسمها. كثير من الناس يربطونها بقدرات روحية ذاتية التجربة. ويستخدمها الآخرون بشكل تبادلى مع مصطلحات نفسية. المصطلحات تعنى أشياء مختلفة لأناس مختلفين.تم استخدام 29 مصطلحًا مختلفًا لوصف هذا النوع من القدرات والأشخاص الذين يقومون بها. تظهر الدراسات البحثية المتعددة أن القدرات الروحية تتم من خلال تجارب واسعة النطاق مثل الحدس والتخاطر، والاستبصار، وغيرها من التجارب النادرة مثل تجارب الخروج من الجسم.
فى معهد ايونس المتخصص فى هذا النوع من العلوم، تسمى الطريقة الفريدة للقدرات الروحية التجربة العقلية الخاصة بك. لا يوجد بها صح أو خطأ: كلها جميلة وفريدة من نوعها. كل تجربة عقلية لكل شخص لها قيمة متأصلة. يقول مقطع من كتاب علم القدرات الروحية: يجب أن تثق فى حدسك وتحتضن القوة التى تربطنا جميعًا، وقبلها اسأل نفسك تلك الأسئلة: ما هى طبيعة القدرات الروحية وما هى خصائصها؟كيف تعمل ؟هل هناك خصائص مميزة للشخص الذى يمارس القدرات الروحية؟هل يمكننا التأكد من القدرات الروحية؟
للإجابة على هذه الأسئلة، كان لابد من اللجوء لأكثر من بحث. وأثبت انه لا توجد القدرات الروحية لدى أشخاص بعينها فحسب، بل إنها تجربة شائعة جدًا فى الواقع. فى دراسة أجراها معهد ايونس، قام باستطلاع رأى العلماء والمهندسين وأعضاء المعهد حول تجاربهم فى القدرات روحية وأثبتت النتيجة ان 99% لديهم تجربة قدرات روحية واحدة على الأقل فى حياتهم.و قام رابوبورت، وليبى كلارك، وتشيزيفيتش بإجراء استطلاع كل عام لجمع معلومات عن عدد الأمريكيين الذين يؤمنون بالظواهر الخارقة. والأمر المثير للاهتمام هو أن هذا العدد كان يتزايد عاماً بعد آخر.أحد المواضيع الرئيسية فى أبحاث التخاطر النفسى هو أنه كلما زاد إيماننا بالظواهر، زادت احتمالية معايشتها. يقول الناس ان القدرات الروحية تشبه الطيف. على الجانب الأكثر دقة، يختبر الناس الاستبصار، والحلم الواضح، والتخاطر. وفى الطرف البعيد من الطيف توجد تجارب نادرة مثل الشفاء النفسي، والحركي، والاسقاط النجمي. لكن هل القدرات الروحية امر حقيقي؟ نشرت جيسيكا أوتس إحصائية مثيرة للاهتمام فى دراسة نشرت فى مجلة الاستكشاف العلمي. وأظهرت لنا أن التأثيرات التى لوحظت فى أبحاثها أكبر بكثير من حجم تأثير 81 ملج من العلاج بالأسبرين.يمكن العثور على بعض الأدلة على القدرات الروحية فى أعمال روبرت شيلدريك الذى قام بتجميع قاعدة بيانات تضم 4000 تاريخ حالة، و2000 استبيان، و1500 مقابلة، وأكثر من عقد من التجارب الخاضعة للرقابة - وكلها تشير إلى أن الوعى غير محلى وجوهري. لقد أجرى هو والعديد من العلماء الآخرين تجارب التفاعلات العقلية المباشرة مع الأنظمة الحية التى أظهرت لنا أن الشخص (المرسل) يمكنه التأثير عن بعد على فسيولوجيا شخص آخر (المتلقي). وكانت النتائج متسقة. يبدو كما لو أن القدرات الروحية تتجاوز الزمان والمكان لأن تأثيرات الظواهر النفسية لحظية. يعتمد علم التخاطر فى علم النفس كله على فكرة أن الوعى غير موضعى وأساسي؛ لذلك، كل شيء مترابط. حيث إنه يمكننا جميعًا الاستفادة من وعى أكبر من ذلك الذى نختبره فى حياتنا اليومية. ويبدو أيضًا أن قدرتنا على الاستفادة من هذا الوعى محدودة بالمحفزات الخارجية. ولهذا السبب غالبًا ما يُستخدم التأمل لتنمية القدرات البديهية.نحن لا نفهم جميع آليات القدرات الروحية بعد.. وحسب استطلاع حديث سُئل المشاركون عن اعتقادهم عن مصدر معلوماتهم الروحية. أفادت الأغلبية ان القدرات الروحية هى ذواتهم العليا؛ و50% قالوا انها العقل العالمى و 47%قالوا هى العقل اللاواعي.أبلغ عدد أقل من الأشخاص انها الأرواح أو الكائنات الفضائية أو الكيانات الأخري. والنساء اكثر تمتعا بالقدرات الروحية.ومع ذلك، نعتقد أنه يمكن للجميع تعلم القدرات الروحية.
لمزيد من مقالات د. أحمد عاطف درة رابط دائم: