كانت دول أوروبا تدعي أنها تعاني من الهجرة غير الشرعية وكانت تستخدم كل الأساليب التي تطارد بها الشباب الهاربين إليها عبر البحار، وكثيرا ما لجأت للحكومات لكي تمنع مواكب الهاربين إليها .. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي بدأ يشعر بأن هناك أزمة في تراجع معدلات السكان وقد تكون محنة كورونا أحد هذه الأسباب .. وقد بدأت دول أوروبا تفتح الأبواب أمام الهجرة المشروعة من خلال تشجيع الشباب بتوفير فرص الدراسة أو التدريب في الشركات الكبري أو الإقامة .. وأصبح من السهل الحصول علي تأشيرات الدخول والإقامة لدول الخليج أو فتح فرص الهجرة في المغرب في مشروع يحمل شعار أمل .. وما يحدث في مصر من هجرة بعض الأطباء ظاهرة جديدة علي المصريين ولعل هذا يذكرنا بهجرة أعداد كبيرة من شباب مصر في نهاية الستينيات .. وكان منهم أحمد زويل وفاروق الباز ويومها هاجرت من مصر كفاءات كثيرة من أفضل شبابها فهل يعيد التاريخ نفسه .. إن أوروبا لم تفتح أبوابها للهجرة المشروعة إلا إذا كانت وراء ذلك أسباب تفرض نفسها خاصة أن بعض دول أوروبا تعاني نقصا شديدا في نسبة الشباب مثل ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا .. إن أسوأ ما في هذه الظاهرة أن هذه الدول تفضل هجرة الكفاءات المتقدمة إليها وسوف يكون ذلك علي حساب مستقبل دول تعاني الفقر وأحوج ما تكون لشبابها الواعد .. ولا شك أن هجرة الكفاءات خسارة كبيرة لأنها تحرم أوطانها من أفضل أبنائها .. إن إطلاق شعار الهجرة المشروعة يمثل تحولا كبيرا لأنه يشجع شباب الدول الفقيرة علي الهروب من وطنهم الذي أنجب وعلم وهي نزيف لقدرات شعوب من حقها أن تتقدم وتبني مستقبلا أفضل لأجيالها القادمة .. لا أنكر أن هجرة بعض أطباء مصر فى هذه الفترة تزعجني ولابد للحكومة أن تبحث لها عن حل.. كما أن آلاف الشباب يهربون عبر البحار مما يمثل ظاهرة خطيرة خاصة أن البحر أغرق أعدادا كبيرة منهم .. موضوع الهجرة يحتاج إلى دراسة ومراجعة سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: