رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من القاهرة
حجر رشيد

التحذير واجب فأنا لست مؤرخا، ومن المؤكد أننى لا أعرف عن الفترة الفرعونية أكثر مما عرفته فى المدارس وكتب متفرقة وروايات نجيب محفوظ ويوسف زيدان ومقالات د. زاهى حواس. مؤخرا قرأت مقالا فى مجلة علمية أمريكية عن حجر رشيد الذى نعرف أنه جرى اكتشافه عن طريق أحد ضباط الحملة الفرنسية على مصر عام ١٧٩٩، ومن بعد ذلك كان هو الأساس الذى فك من خلاله جان فرانسوا شامبليون أسرار اللغة الهيروغليفية الفرعونية القديمة. الحجر احتوى على ثلاث لغات: الديموطيقية، والهيروغليفية، واليونانية، وعن طريق المقارنة والتمحيص الدقيق حقق الرجل أكبر انتصار تاريخى للتعرف على حضارة مصرية امتدت ثلاثة آلاف عام. ولكن العجب فى المقال لم يكن الإعجاب بالاكتشاف التاريخى للغة قديمة، ولكن لأن الدهشة الكبرى منعت وربما غطت على حقيقة ما كان مكتوبا على الحجر. حصل اللغوى على «اللقطة» كما يقال هذه الأيام، ولكن ما ورد من قصص كاد يضيع مع كثير مما ضاع فى التاريخ من أحداث.

فض أسرار الحجر كان أنه يحكى قصة ثورة مصرية عظيمة على اليونانيين، وعلى الأرجح أنها كانت آخر الثورات الشعبية لمصر الفرعونية الأصيلة على ما كان غزوا أجنبيا على مصر، وجرت الثورة بين عامى ٢٠٤ و١٨٦ قبل الميلاد. هذه الثورة المصرية التى نشبت ضد بطليموس الخامس والتى لو نجحت لما كنا سمعنا بعد ذلك عن غرام كليوباترا مع يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وحتى ربما كان سيكون للمسيحية فى مصر تاريخ آخر. طبقا للمقال فإن قصة نضال المواطنين المصريين ضد المستعمرين اليونانيين لم تكن معلومة إلا من خلال المصادر اليونانية؛ ولكن البحوث التى جرت فى المنطقة التى وجد بها الحجر عام ٢٠٠٩ أثبتت وجود مواجهة ثورية خاض فيها الجيش المصرى آخر معاركه فى التاريخ القديم. احتاجت مصر ألفين من الأعوام لكى يشكل محمد على جيشها الجديد الذى حمل راية مصر حتى الآن.


لمزيد من مقالات د. عبد المنعم سعيد

رابط دائم: