أوراق
الذاكرة الصوتية

من بسط كفيه من المسلمين واتجه بناظريه نحو السماء مبتهلاً بدعاء، اللهم بلغنى شهر رمضان، فهو ممَن تنسموا روحانيات هذا الشهر المبارك، وفازوا باستجابة الدعاء، رمضان شهر يصف الفقهاء ما به من نفحات بأنه شهر العطايا الإلهية، فيه تنقية للنفوس وحملها على الطاعة، وفيه تضاعف الحسنات ومغفرة للخطايا، بالإضافة إلى تقوية روح العطاء وتنمية القدرة على الصبر، والحكمة من الصيام هى حث الصائم على التقوى مثلما جاء فى القرآن الكريم فى قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين مِن قبلكم لعلكم تتقون».

فى أرض الله ارتبط المسلمون بطقوس روحانية يمارسونها فى شهر رمضان لتضفى عليهم بهاء الأعياد، منها الحرص على تزيين الديار واستخدام العطور وطهو مالذ من صنوف الطعام وطاب، وفى مصر أم الدنيا إذا كانت العطور والزينة حاضرة إلى جانب ولائم الطعام العامرة، إلَّا ان الصائمين فى رمضان عندنا يجنحون إضافة لذلك إلى الذاكرة الصوتية، وهى التى تزيدهم تأملاً وخشوعاً عند سماع آيات الذكر الحكيم بصوت الراحل الشيخ محمد رفعت قبل آذان المغرب، أو بالاستماع لنشيد «إصحى يا نايم وحد الدايم» بصوت الشيخ سيد مكاوى وقت السحور، ورمضان جانا التى تذاع على فترات يوميا للراحل محمد عبد المطلب، أيضاً ابتهال، «مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى» للشيخ سيد النقشبندى، يترك فى نفوس وجوارح الصائمين أثراً محفوظاً يدوم فى الذاكرة الصوتية.