أثارنى مقال للصديق الأستاذ سليمان جودة فى جريدة المصرى اليوم تحت عنوان (كيلو برتقال) والذى رصد فيه أن سعر كيلو البرتقال فى الزراعة ثلاثة جنيهات، ويباع على بعد كيلو مترات معدودة بمبلغ عشرة جنيهات، متعجباً عن الفارق العظيم بين الرقمين رغم قصر المسافة بين مكان المنتج ومكان البيع!.
وأشار إلى أهمية وجود أسواق تستقبل المنتج من الزارع إلى المشترى دون وساطة تجارية متعددة.
وكنت قد كتبت عن أسواق اليوم الواحد والتى كانت منتشرة فى مدننا ونجوعنا وقرانا وأخذها عنا الأوروبيون والآسيويون أيضاً، ومازال بعض تلك الأسواق قائمة ولكنها تعد على أصابع اليد الواحدة وأشهرها سوق الجمعة والذى تقيمه محافظة القاهرة فى منطقة القلعة وكان يسمى سوق الحمام ثم تطورت إلى أن تصبح سوقا لكل شىء.
وكنت قد اقترحت على السادة المحافظين على طول خطوط السكك الحديدية حيث تمتد من القاهرة إلى أسوان مخترقة المحافظات والمدن والمراكز والقرى، بأن حرم خطوط السكك الحديدية أراض فضاء يمكن للمحليات أن تقيم فيها أسواقا أسبوعية لمدة يوم واحد فى الأسبوع، وتعرض فيها كل المنتجات التى يحتاجها المستهلك المصرى من منتجات زراعية أو منتجات حيوانية وألبان وأيضاً صناعات خفيفة كالملابس والأدوات المنزلية، والتى يأتى فيها المُنْتْج بنفسه، أو عن طريق معاونيه لعرضها وبيعها دون وساطة تجارية، وذلك لمدة يوم واحد فى الأسبوع فى كل منطقة أو ضاحية من الضواحى، وهذا يسهل من عملية حصول المواطن على سلعة بسعر تكلفتها، فى ظل ظروف اقتصادية شرسة يمر بها الوطن كجزء من العالم الذى تسوده موجات من التضخم لم يشهدها منذ مائة عام على الأقل حينما ضرب الاقتصاد العالمى 1939!
ولعلنا بذلك نعمل على إتاحة تلك المنتجات للمواطنين عن طريق الإدارات المحلية فى المحافظات، وكانت المناطق المقترحة هى حرم خطوط السكك الحديدية سواء فى صعيد مصر، أو شبكتها المنتشرة فى دلتا مصر ( الوجه البحرى).
وكذلك فى العواصم مثل (القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وغيرها) على مدن مصر الكبيرة حيث هناك مسطحات من الأراضى يمكن استغلالها لذات الغرض لمدة يوم واحد فى الأسبوع فى كل ضاحية، وهنا يمكن للمواطن وللأسرة المصرية أن تتسوق احتياجاتها الأسبوعية مرة واحدة موفرة بذلك موجة التضخم التى نشهدها ونعتمد فيها فقط على ما يقدمه القطاع الخاص من تسهيلات أو ما تقوم به الدولة من خلال أجهزتها، سواء وزارة التجارة الداخلية أو مؤسسة الشرطة، وكذلك تعاون جهاز الخدمة الوطنية فى إيجاد منافذ للبيع حتى فى نظرى غير كافية من حيث التوزيع الجغرافى لها، وعدم ثبات مواعيد عملها طوال العام.
أما تلك الأسواق التى أنادى بها وينادى بها زملاء أعزاء مثل الأستاذ سليمان جودة فتبرز أسواق لها قيمة كبيرة (كانت) مثل (سوق الثلاثاء فى مدينة الجيزة، وسوق الجمال فى إمبابة، وسوق الجمعة فى القلعة، وسوق المنتجات الحيوانية من الطيور فى السنبلاوين). نحن فى أشد الاحتياج لنظرة خارج الصندوق فى هذه الأيام.
لمزيد من مقالات ◀ د. حماد عبدالله حماد رابط دائم: