لا احد ينكر أهمية الزيارة التى قام بها وزير الخارجية الامريكى انتونى بلينكن للمنطقة وبدأها أمس الاول بزيارة مصر . زيارته الرابعة للمنطقة تأتى فى إطار الذكرى المائة لتدشين العلاقات المصرية الامريكية منذ مائة عام. لا احد ينكر أهمية العلاقات بين البلدين على الصعيد الاقليمى وفى القلب منه الصراع الفلسطينى - الاسرائيلى وقضايا ليبيا والسودان وإثيوبيا وسوريا والعراق وحتى لبنان، الحوار مع الطرف الامريكى بالغ الاهمية حتى ولو لم يتم التوصل الى نتائج مبهرة فى هذه الملفات، وبالتحديد ملف اسرائيل، وانما المزيد من التدهور المتمثل فى العدوان الاسرائيلى المستمر على الفلسطينيين وسياسة قضم الاراضى فى الضفة الغربية والقدس وغزة، ولا بد أن نعترف بأن اسرائيل قد كسبت من وراء السياسات الابراهيمية التى دشنها كوشنير صهر الرئيس السابق ترامب. هناك اعتراف امريكى بحل الدولتين لكن على ارض الواقع لا ضغوط امريكية تمارس على اسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الارض والبشر. على مستوى العلاقات الثنائية يحفل قرن من العلاقات بوقائع ايجابية أهمها إجبار إسرائيل وفرنسا وانجلترا على الانسحاب من مصر فى ازمة السويس ١٩٥٦، وفترات سلبية مثل تمويل السد العالى. الملفات الأخرى تحتاج الى مقاربات اخرى فى ضوء اقتراب العملاق الصينى الهادئ من المنطقة فى وسط صراع مكتوم وعلنى فى نفس الوقت بين واشنطن وبكين وتنبؤات بحرب خلال سنوات حول تايوان. المنطقة تعيش على سطح من الصفيح الساخن فى اليمن وإيران والعراق وسوريا وليبيا وتحتاج الى إطار مختلف للتعاون الثنائى والاقليمى والدولى فهل ينجح بلينكن فى تحقيق إنجاز فى هذه الملفات، ام أن العمر المتبقى للإدارة الديمقراطية فى الولايات المتحدة لن يسعفه.
لمزيد من مقالات جمال زايدة رابط دائم: