رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
بين شاكيرا وجاسيندا!

ظالما كان أو مظلوما، فاشلا أم ناجحا، اعتاد الرجل أن يتصدر المشهد، بينما ظلت المرأة عموما تأخذ جانبا إذا تعرضت لسوء معاملة أو تقليل من احترامها من زوجها أو آخرين. تحاول التأقلم مع واقع يكتب فيه الرجل القصة من وجهة نظره ثم يتكفل التاريخ بحفظ ما قاله واعتباره الرواية الحقيقية وربما الوحيدة.

بدأت الصورة تتغير إلا قليلا. الأيام الماضية شهدت بروز نموذجين حاولا أن يقولا شيئا مختلفا.. للمرأة صوت ورواية مغايرة لما يجرى. جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا قدمت استقالتها بعد 5 أعوام فقط فى السلطة حققت خلالها ما عجز عنه الرجال عقودا طويلة. واجهت الإرهاب «الأبيض» الذى قتل عشرات المصلين فى مسجدين 2019، واستصدرت قانونا لحظر الأسلحة الآلية ثم واجهت بحكمة وحسم وباء كورونا.. ومع ذلك شعرت أن السلطة ليست كل شىء، وأن ذهابها لأخذ طفلتها من المدرسة يوميا أهم. أرست جاسيندا مثالا تمنى كثيرون لو يحتذيه الرجال. الممثل الكوميدى الأمريكى ستيفن كولبيرت عبر سخريته من قادة بلاده المستعدين لفعل أى شىء للبقاء بالسلطة ومازحها قائلا: «استريحى قليلا. نحتاجك للترشح للرئاسة الأمريكية 2024».

النموذج الثانى شاكيرا المغنية الكولومبية الشهيرة من أصول لبنانية. انفصلت قبل فترة عن شريكها لاعب الكرة الإسبانى جيرارد بيكيه. عند الطلاق، تعتصم النساء عامة بالصمت وتنعزل عن محيطها لتجتر الذكريات وتحاول تفريغ شحنات الغضب والحزن مع نفسها أو أسرتها. شاكيرا فعلت العكس. سجلت أغنية بعنوان: «أعلى من مستواك»، شاهدها عشرات الملايين عبر العالم، لم تترك فيها نقيصة إلا وألصقتها ببيكيه رافضة الشعور بالخجل أو تحميل نفسها المسئولية.

الأغنية أقرب إلى بيان متفجر قد تتفق أو تختلف معه أو ترفضه كلية، لكن من الضرورى أن نضع فى الاعتبار التحولات التى تجرى فى عالمنا. من حركة «أنا ايضا» المناصرة للمرأة ضد إساءة التعامل الرجولى معها، والدور المتنامى للنساء فى المجال العام والنشاط الاقتصادى والاجتماعى، هناك مناخ عام موات لإعطاء المرأة ما حرمت منه كثيرا وطويلا. نتمنى أن نكون جزءا من هذا التوجه العالمى.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: