رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
ذكرى ثورة الياسمين!

اليوم (14 يناير) يصعب على الأجيال المعاصرة أن تنساه! إنه اليوم الذى انتصرت فيه الثورة التونسية، فى عام 2011 بمغادرة الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على تونس، لا جئا إلى المملكة العربية السعودية. كانت تلك هى ذروة نجاح الثورة التى اندلعت شرارتها فى 17 ديسمبر عام 2010 بقيام الشاب البائع المتجول محمد البوعزيزى باضرام النار فى نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة للعربة التى يبيع عليها بضاعته! أدى ذلك الحادث المفجع إلى خروج آلاف التونسيين فى اليوم التالى (18 ديسمبر) فى مظاهرات حاشدة ضد انعدام العدالة الاجتماعية، وتفاقم البطالة، وتزايد الفساد فى نظام الحكم. وبعد 27 يوما من المظاهرات المستمرة، والتى شملت غالبية أنحاء تونس ...اضطر زين العابدين بن على إلى مغادرة البلاد! أما الشاب المسكين، البوعزيزى، فقد فشلت المحاولات الطبية لإنقاذه من تأثير الحروق عليه، وتوفى فى يوم 4 يناير 2011، قبل عشرة أيام من انتصار الثورة التى أشعلها بجسده! ولأن زهرة الياسمين هى أشهر الزهور فى تونس، كان مفهوما أن تعرف الثورة هناك «بثورة الياسمين»! غير أن الثورة التونسية كانت أيضا فاتحة الثورات والانتفاضات التى عمت المنطقة بأشكال متفاوتة من النجاح والإخفاقات، والتى سرعان ما أطلق الإعلام الغربى عليها تعبير «الربيع العربى»! إننى فى الحقيقة لا أرتاح كثيرا لتلك التسميات أو العبارات التى تطلقها أجهزة الإعلام الغربية، والتى تستند إلى أحداث وتسميات فى التاريخ الأوروبى الحديث. فقد كانت الثورة الفرنسية فى عام 1848 فاتحة موجة من التحولات الجذرية التى عمت القارة الأوروبية نحو الديمقراطية، والتى أطلق عليها تعبير «الربيع»! ثم عاد استخدام نفس الوصف «ربيع بودابست» مع ثورة المجر ضد الحكم الشيوعى فى عام 1956 (والتى أتذكر جيدا قيامها متزامنة مع هوجة العدوان الثلاثى على مصر فى 1956)! والتى سحقتها الدبابات السوفيتية! وعندما وقعت الثورة فى تشيكوسلوفاكيا عام 1968 عرفت فى الإعلام الغربى بربيع براج، والتى سحقتها الدبابات السوفيتية أيضا، قبل أن يسقط النظام السوفيتى نفسه فى 1991. وكل عام، وأشقاؤنا التونسيون بخير فى ذكرى ثورتهم، ثورة الياسمين!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: