رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
بوتين والامتحان الأخطر!

أضحت الحرب الروسية الأوكرانية «خبر بايت». رغم تأثيرها المدمر على حياة الناس شرقا وغربا إلا أن متابعة ما يجرى على جبهات القتال تضاءلت. تحولت المعارك إلى حرب استنزاف دون حسم. لكن اللحظات العسكرية المهمة خلال الأسابيع الأخيرة كانت أوكرانية. فى سبتمبر الماضى، اجتاح الجيش الأوكرانى منطقة خاركيف الشمالية، وقبل أيام انسحبت القوات الروسية من خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التى استولت عليها موسكو فى هذه الحرب.

ماذا يحدث بالضبط؟ يبدو أن الروس تعرضوا لنكسة مذلة. خلال أيام قليلة انسحبوا من 10 آلاف كيلو متر مربع حول خيرسون. موسكو بررت الانسحاب بأنه خطوة تكتيكية لتوفير الموارد والقوات ونشرها بأماكن أخرى. لو نتذكر أن الرئيس بوتين أعلن قبل أسابيع ضم خيرسون لتصبح أراضى روسية للأبد، لأدركنا مدى المهانة التى وقعت. خيرسون هى المنطقة الأهم لتعزيز الدفاعات والإمدادات لشبه جزيرة القرم التى استولت عليها روسيا 2014.

هذا لا يعنى أن روسيا خسرت الحرب، فمازال لديها العتاد الضخم وعشرات آلاف القوات التى يمكنها نظريا قلب الدفة. خبراء روس قالوا إن قواتهم سترد الضربة خلال أسابيع قائلين إن الشتاء يلعب دائما لصالحهم. التاريخ يقول إن الجنرال شتاء ساعد موسكو على هزيمة نابليون ثم هتلر. لكن الظروف الحالية تبدو مختلفة. الأوكرانيون يعيشون نفس الطقس وليسوا من قارة أخرى. ثم إن القوات الأوكرانية المزودة بأسلحة غربية متقدمة، رشيقة الحركة بعكس الروسية البطيئة والمترهلة، كما أن كييف تتمتع باستخبارات فائقة.

لم تتوقف الحرب النفسية الغربية ضد بوتين لكنها ستتصاعد مع تلك النكسات. الحديث عن إصابته بكل الأمراض ابتداء من سرطان الدم للشلل الرعاش «باركنسون»، استنفد أغراضه. الآن الدعايات تتركز على تضعضع نظامه. مارك جالووتى الخبير البريطانى بالتاريخ الروسى قال: «روسيا القيصرية ماتت دماغيا 1911 لكنها استمرت حتى انهارت 1917. حكم بوتين يشبه ذلك. قد يتواصل نظامه لكن أحلامه بتحويل روسيا لقوة عظمى ولت. آلته العسكرية محطمة واقتصاده منهار والمعنويات فى الحضيض». بغض النظر عن هذه الحرب النفسية، بوتين يواجه الامتحان الأخطر منذ توليه السلطة 2000.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: