الإسكندرية عروس البحر المتوسط،، تلك المدينة البديعة التى كانت قبلة لكل من يعشق الجمال والهدوء والرقى خاصة فى الشتاء الذى تبدل حاله خلال السنوات الماضية وتحديدا منذ عام 2015 مع التغيرات المناخية وارتفاع معدلات الأمطار التى تزيد سنويا وإرث من البنية التحتية المتهالكة وقرارات إلغاء شبكة صرف الأمطار وضمها إلى شبكة الصرف كأحد الحلول لمواجهة انهيار شبكات الصرف وعدم قدرتها على التعامل مع الأمطار، وسط انفلات فى بناء العقارات وضيق للشوارع. كل هذه الظواهر حولت فصل الشتاء الى ازمة يواجها كل مسئول ومواطن مع الاعلان عن قرب إحدى النوات الممطرة. وقد عاشت المدينة مشاهد ماساوية خلال السنوات السبع الماضية وتسببت فى إقالة محافظين وتعطيل لايام الدراسة ووفيات نتيجة الأمطار وهلاك سيارات وغرقها، ناهيك عن مشاهد لقوارب مطاطية فى الشوارع و«جيت سكى» يتحول الى وسيلة لنقل المواطنين، حتى جاءت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لمجلس الوزراء لحل تلك المشكلات المتراكمة التى بدأت منذ اللحظة الأولى.
فى البداية، أوضح المحافظ اللواء محمد الشريف ان حل مشكلة الأمطار خاصة خلال فصل الشتاء وزيادة معدلات الأمطار بشكل سنوى بسبب التغيرات المناخية، سيتم من خلال تقديم استراتيجية متكاملة لادارة مياه الأمطار بالمحافظة لتمثل حلا جذريا حقيقيا لتلك المشكلة بتكلفة 150 مليون جنيه للمرحلة الاولى التى تنتهى خلال ايام، مع بدء 6 مشروعات خلال مارس المقبل بقيمة 750 مليون جنيه لمواجهة المناطق المتأثرة، كمرحلة اولى لمواجهة ازمة مياه الأمطار للسنوات القادمة.. بالإضافة الى دعم مشروعات الصرف الصحى بالمحافظة ورفع كفاءة محطات الرفع والشبكات. وأكد المحافظ استعداد كافة الاجهزة المعنية بالمحافظة لموسم الشتاء بإجراءات محاكاة للإنفاق، للتاكد من الاستعداد الكامل لمواجهة النوات والأمطار وكذلك تطهير 140 الف شنيشة و36 ألف كيلو متر من الشبكات والبيارات وتطهير 86 مصبا.. وسيمثل المشروع عند انتهائه نهاية لمشكلة الأمطار نهائيا .
وأوضح اللواء محمود نافع رئيس مجلس ادارة شركة الصرف الصحى بالاسكندرية، ان استراتيجية ادارة الأمطار من خلال رؤية علمية لجامعة الاسكندرية وتهدف الى الفصل الجزئى لشبكات الأمطار والصرف الصحى . وأشار الى الانتهاء من المرحلة الاولى بالاضافة الى تطوير شامل لقطاع الصرف الصحى فى عدد من المشروعات بقيمة 6٫5 مليار جنيه، تضمنت رفع كفاءة 82 محطة صرف صحى بالمحافظة ومشروع الصرف الصحى بشرق الاسكندرية بتكلفة 2٫3 مليار جنيه ويشمل 6 مشروعات تتضمن منطقة شوارع 45 وبورسعيد والمعمورة السياحى و25 بمنطقة طوسون، بإنشاء محطة جديدة وخط طرد، مما يرفع من كفاءة المحطات فى التعامل مع كميات الأمطار بالاضافة الى الصرف الصحى للتلك المناطق الساخنة والتى تتسم بالكثافة السكانية.. بالاضافة الى مشروع ابو تلات بغرب المحافطة الذى يشمل إنشاء ثلاث محطات رفع ومحطة معالجة بقيمة 1٫5 مليار جنيه، مع مشروعات الصرف الصحى لمبادرة «حياة كريمة» بالمحافظة التى تصل الى 1٫6 مليار جنيه، بالاضافة الى مشروع تطوير محطة التنقية الشرقية بسموحه بقيمة مليار جنيه لتوليد الطاقة من خلال الحمئة وتقليل الانبعاثات والروائح الكريهة.
ويستعرض الدكتور وليد عبدالعظيم وكيل كلية الهندسة لشئون خدمة المجتمع بجامعة الإسكندرية، تفاصيل الرؤية الاستراتيجية لادارة الأمطار، مشيرا الى ان الرؤية التى تقدمت بها الجامعة مشاركة من الاساتذة المتخصصين بكلية الهندسة والمركز الهندسى بالكلية الذى يمثل استشارى المشروع، تتضمن حلا علميا واستراتيجية لإنهاء تلك المشكلة. وقال : نظرا لصعوبة الفصل الكامل لشبكة الأمطار عن شبكة الصرف الصحى لاعتبارات جغرافية وطبيعة البنية التحتية للمحافظة وضيق الشوارع وتداخل خطوط الكهرباء والغاز ومياه الشرب فى الشوارع، فتضمنت الرؤية الاستراتيجية التى أقرها مجلس الوزراء بتقسيم الاسكندرية الى اكثر من مرحلة جغرافية. الاولى تتضمن المنطقة الشمالية وتتضمن منطقة البحر الى الترام.
وتشمل المرحلة الثانية للمشروع، منطقة محور المحمودية المدعم عند انشائه بشبكة أمطار منفصلة وتجميع لمياه الأمطار للصب فى بحيرة المطار للحفاظ وزيادة مخزون المياه.
رابط دائم: