الذين اعتادوا على الحياة فى المقطم منذ سنوات طويلة يدركون جيدا أهمية تطوير هذه الهضبة التى تعلوعن سطح القاهرة بنحو مائة متر، ففى هضبة المقطم ربما لا تقوى على الوقوف فى مواجهة الهواءالطلق ولن تشعر بالتلوث الذى يغطى سماء القاهرة الكبرى أبدًا، أيضا فى المقطم تستمتع بنسيم وجو لن تجده فى أى مكان آخر فضلا عن مشهد رؤية القاهرة كلها ومتعة وروعة منظر الجبال والصخور التىتقف شامخة فى مواجهة القلعة ومن أعلى نقطة فى هذه المنطقة ترى قلعة صلاح الدين وترى جمال وتفاصيل القاهرة التاريخية عن بعد .. مشاهد ساحرة وصورة ربانية قد لا تمنحها الطبيعة لأى مكان آخر سوى المقطم، المؤسف أنه طوال عشرات السنين لم يفكر أحد فى استثمار عبقرية هذا المكان الذى ظل مهملا وظل استخدامه مقصورا على تصوير الافلام والمسلسلات ..
إلى أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وفكر فى تطوير شرق القاهرة وتم الإعلان عن مشروع ضخم لتطوير هضبة وكورنيش المقطم تصل تكلفته تقريبا إلى ٣٢ مليار جنيه بشراكة مصرية وعربية، وبعدالإعلان عن هذا المشروع دارت ماكينات تهذيب وتكسير الصخور وشق الطرق والمحاور، ونجحت المعدات المدفوعة بإرادة التطوير فى شق صخور لم يكن يتوقع أحد تحريك عدة امتار منها، ولعل الطريق الصاعدإلى المقطم أكبر دليل على ذلك فقد تحول إلى طريق مثالى يخلو من أى خطورة بعد أن كنا نصادف الحوادث عليه كل يوم صعودا ونزولا.
الآن ورغم هذه الانجازات نجد بعض المشاهد السلبية حيث بعض الشوارع مليئة بالتكاتك والاتربة، وهناك بعض صور الاهمال منها المجارى والصرف التى تملأ بعض شوارع الهضبةالوسطى وسوء حال الأحياء والأرصفة العشوائية لا تتناسب مطلقا مع التطوير الكبير الذى يتم العمل فيه بشارع ٩ والكورنيش .
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: