رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحوت التائه.. والأطفال الجوعى!

طابور طويل من أطفال يعانون نحافة شديدة.. هذا المشهد القادم من دول إفريقية تعانى الجفاف ويموت أطفالها من الجوع الذى أصبحنا نراه كثيرا منذ فترة طويلة.. ظهر على شاشات التليفزيون فى أغسطس الماضى عقب خبر عن حوت تائه فى نهر السين بفرنسا.. وهو الحوت الذى جندت له السلطات الفرنسية فريقا يتكون من مائة شخص منهم 25 غواصا.. إلى جانب عشرات من الأطباء البيطريين وعدد من المتخصصين فى شئون الكائنات المائية.. بالإضافة إلى سفن شحن عملاقة وطائرات لتصوير عملية الانقاذ.. وظلت التصريحات تتوالى من منظمات خاصة بشئون الحيوان ومن الطبيبة البيطرية التى رأست فريق الانقاذ والتى قالت فى بيانها الأول ان الحوت يعانى حالة وهن شديد بسبب وجوده فى مياه غير مالحة وبسبب التلوث والضوضاء اللذين لا يلائمانه.. وعندما نجحت فرق الإنقاذ بعد جهود شاقة فى انتشاله انكب الأطباء البيطريون على تقديم الاسعافات إليه وصرحوا بأن وضعه مقلق للغاية، حيث يعانى ضعفا شديدا لأنه لم يأكل منذ أن ترك البحر ودخل فى النهر.. وعندما فشلت جهود إنقاذه والتى تابعتها فرنسا والدول الأوروبية بتعاطف وقلق.. أذيع الخبر تحت عنوان: «نهاية مأساوية حزينة للحوت التائه فى نهر السين».. فى نفس هذا التوقيت نشرت الصحف تصريحا لمنسق الشئون الانسانية التابع للأمم المتحدة أعرب فيه عن صدمته من مشهد الأطفال الصوماليين الذين تحولوا إلى هياكل عظمية بسبب عدم توافر طعام يأكلونه.. وحذر من كارثة مروعة ستشهدها الدول التى تعانى نقص الغذاء فى الشهور المقبلة.. وأنهى تصريحه قائلا: «إنه النداء الأخير».. لكن أحدا لم يسمع النداء.. لذلك وقعت منظمات غير حكومية رسالة أعربت فيها عن غضبها الشديد من تفشى الجوع ومن عدم وفاء قادة العالم بوعودهم التى صرحوا بها فى العام الماضى بأنهم لم يسمحوا إطلاقا بوقوع مجاعة فى القرن الحادى والعشرين. ومر العقد.. وجاء العقد الثانى والعشرون.. والأطفال الجوعى الذين يقفون فى طابور يزداد طولا لم يحصل أى طفل منهم على ربع الجهد والمساندة التى حصل عليها الحوت التائه فى نهر السين!.


لمزيد من مقالات عايدة رزق

رابط دائم: