فتحت المدارس والجامعات أمس أبوابها للطلاب فى سياق بدء عام دراسى جديد يغلب عليه الحضور النظامى لكل أطراف العملية التعليمية بعد ما يقرب من عامين ونصف العام على الأخذ بنمط التعليم عن بعد عقب انتشار جائحة كورونا. وتعمل المديريات التعليمية والقيادات التربوية ومجالس الجامعات فى مختلف المحافظات المصرية على تهيئة المناخ المنضبط والآمن والصحى للطلاب، بما يعزز من أهمية المؤسسات والأبنية التعليمية فى تكوين شخصية الطالب، عبر دمج التكنولوجيا والأنشطة بكافة أنواعها (الرياضية والثقافية والفنية والعلمية) فى العملية التعليمية، دون التأثير على خطط توزيع المناهج، الأمر الذى يسهم فى اكتشاف المواهب وتنميتها فى مراحل مبكرة وهو ما يقود بدوره إلى تنمية الوطن.
فهناك عمل متواصل على مدى أشهر من جانب أجهزة الدولة لزيادة ارتباط الطالب بالمدارس والجامعات، والارتقاء بمستوى اللياقة البدنية وزيادة منسوب الطاقة الإبداعية لهم وصقل مهاراتهم فى جميع التخصصات، وتقديم أوجه الدعم والرعاية لهم، مع الأخذ فى الاعتبار أن ممارسة هذه الأنشطة ليست بديلا عن حصص التربية الرياضية والفنية والموسيقية. ولعل ذلك يمثل استجابة لتوجيهات القيادة السياسية، فتطوير التعليم يمثل خطة دولة. وهناك آمال على المعلمين لمساعدة الطلاب فى اكتشاف مهاراتهم وتطوير مواهبهم لاستخدامها فى إحداث تغيير إيجابى لبلادنا. ويتوازى مع ذلك الخطط الوقائية من فيروس كورونا والسيطرة على المخاطر لأن سلامة الطلاب والمعلمين تتصدر أولويات الدولة المصرية.
ويتحقق ذلك عن طريق تبنى الإجراءات الاحترازية التى تتمثل فى ارتداء الأقنعة، والحفاظ على مسافات بين الطلاب والمدرسين، وتجهيز الفصول المدرسية بأنظمة تهوية جيدة. فالتعليم عن بعد لم يكن بديلا جيدا للتعليم التقليدى للطلاب بعد أن أثبتت الدراسات الميدانية على مستوى العالم وليس مصر فقط تضاعف الوقت الذى يقضيه الطلاب فى مراحل التعليم المختلفة لمشاهدة التليفزيون واللعب بالحاسب الآلى واستخدام التليفون المحمول، على نحو يجعل عودة الحضور النظامى لكل من المدارس والجامعات صارت ضرورة فى عصر صارت مسألة تشكيل الوعى تتم بعيدا عن المؤسسات التربوية والأطر التعليمية، وهو ما يتطلب التركيز من الآن فصاعدا على ضمان جودة العملية التعليمية بشكل متكامل.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: