لم يعد يخفى على أحد الفاتورة الباهظة التى يدفعها مواطنو العالم بسبب الطقس المتطرف الناجم عن تأثيرات التغير المناخى. وبعد أن كانت استطلاعات الرأى العالمية تكشف استخفافا بالقضية، كشف أحدث استطلاع للرأى أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالاشتراك مع جامعة أوكسفورد تحت عنوان «تصويت الشعوب عن المناخ»، وشارك فيه نصف سكان العالم، عن أن 64% يرون أن التغير المناخى حالة طوارئ عالمية، رغم استمرار تداعيات فيروس كورونا. لكن الوعى بالتكلفة الحقيقية والتأثيرات الواقعية لتغير المناخ، مازالت غائبة عن وعى الرأى العام العالمى. الدول المتقدمة تواصل تلويث العالم، ويتحدث قادتها عن التزامات وتحذيرات لا تنفذ، ويدفع الجميع ثمن سياساتها وإخفائها للحقائق وتسترها على الشركات العملاقة التى تستخدم الوقود الأحفورى إلا أنها قادرة على المداراة والتعامل مع الكوارث الطبيعية التى تضربها على مدار الوقت برصد مليارات الدولارات لتعويض الضحايا على أراضيها. لكن ماذا عن ضحايا الدول النامية الذين يدفعون الفواتير، فهذه الدول لا تمتلك أنظمة الإنذار المبكر ولا أقمارا صناعية تمكنها من الاستعداد لمخاطر التطرف المناخي، ولا من يعوض الضحايا أو يدفع فاتورة التكيف. وفى ظل تبدل وعى الرأى العام الغربى حول مخاطر التغير المناخي، تظهر أهمية وجود صحافة للمناخ قادرة على متابعة الدراسات والتحليلات حول هذه القضية الخطيرة، ونقل أصوات الخبراء والعلماء وآرائهم حول سؤال المستقبل والتحديات المختلفة التى تواجه كل دولة على حده. فلن تنجو دولة فى العالم من تأثيرات التغير المناخى إذا لم تكن مستعدة بعلم ووعى ومعرفة عميقة ودقيقة لما سيحدث على المديين القريب والبعيد، وأن يكون هناك صحفيو مناخ يعملون كحراس للبوابة، فالمناخ فرض نفسه على العناوين الصحفية اليومية.
لمزيد من مقالات رشا عبدالوهاب رابط دائم: