كثير من المصريين يسأل أين أثرياء مصر الذين يملكون الملايين من الدولارات ولماذا لم نسمع لهم صوتاً فى الأحاديث عن ديون مصر وأين هم من الأزمة الاقتصادية التى يعانيها الاقتصاد المصرى أين أصحاب القصور والأراضى ورجال الأعمال.. هناك تقديرات تؤكد أن فى مصر ١٧ ألف مليونير وأن هناك عددا آخر يملك المليارات من الجنيهات والدولارات.. وقد أعلن وزير مالية مصر الدكتور محمد معيط أخيراً أن ٢٠ مليار دولار خرجت من مصر فى الشهور الأخيرة إلى أين ذهبت ولحساب من.. لا أتصور أن نطلب من محدودى الدخل وفقراء مصر أن يسددوا ديونها وهم لا يملكون شيئا.. وقد سمعت بعض الاقتراحات حول مشاركات شعبية فى سداد الديون وهى مبادرات تثير الخجل لأنها تأتى من أشخاص لديهم تلال من الأرصدة.. وهناك اقتراحات حول جمع الذهب من فقراء مصر رغم أن هناك من يملكون جبالاً من الذهب وعليهم ملايين الجنيهات للضرائب لم يسددوها.. كنت أتصور أن تقوم حملة من أثرياء مصر ورجال الأعمال تطالب بإنشاء صندوق لسداد ديون مصر وأن يتصدر رجال الأعمال قائمة المشاركين فيه.. إن هناك تجاهلا مقصودا من أثرياء مصر لقضية الديون.. والغريب أن نجد من يطالب فقراء مصر بتحمل أعباء هذه الديون وتوزيعها على الشعب.. أنتظر دعوة جادة من رجال الأعمال لإنشاء صندوق ديون مصر.. إن قضية ديون مصر أخطر ما يواجه مصر الآن على كل المستويات وهى قضية لا تخص الحكومة أو مؤسسات الدولة ولكنها تخص مستقبل أجيال قادمة وينبغى ألا نترك لهم هذا العبء الثقيل الذى يهدد حياتهم ومستقبلهم وعلى الأجيال الحالية أن تتحمل مسئوليتها فى تخليص مصر من هذا الإرث الثقيل.. إن ديون مصر لم تعد قضية أعباء مؤقتة ولكنها عبء طويل ويجب أن يكون رجال الأعمال فى الصدارة لإخراج مصر من هذه المحنة المهم أن نبتعد عن الفقراء ومحدودى الدخل لأنهم لا يملكون شيئا..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: