رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكاية فكرة
الدكتور مصطفى الفقى..!

أنهى الدكتور مصطفى الفقى محطة وظيفية فى حياته الفكرية، والسياسية العريضة (مدير مكتبة الإسكندرية) منذ أيام قليلة.

لولا أن هذه المكتبة لها فى وجداننا نحن المصريين، وأهل البحر الأبيض المتوسط (شمالا وجنوبا)، تاريخ عريق، وممتد، وكان بعْثها فى العصر الحديث حدثا فكريا، بل سياسيا، ومدويا فى كل أنحاء العالم، التقطه من يعرف، ومن لا يعرف، أن مصر قادمة إلى عالمها، ومسارها، ولن يوقفها أحد- لطالبنا الدكتور الفقى بأن يتفرغ للفكر، والتأصيل العلمى له، والكتابة بلا توقف أمام أى عمل وظيفى، فهو يعبر عنا، بل عن عصرنا، وقدرتنا على تقديم الرؤية المصرية الحديثة، والمعاصرة، سياسيا، واجتماعيا، والأهم فكريا، والكتابة الجميلة التى تصل به إلى الجميع بنفس الدرجة والمستوى اللذين كُتبت بهما، فالكاتب هنا لا يتعمد العمق الذى يتسم به بالسليقة، ولا يلجأ إلى التبسيط المحمود الذى هو من خصاله، ومواهبه، وحبه للناس، وتلك ميزة حباه الله بها.

الدكتور مصطفى تراكمت لديه المعرفة، والخبرة، والمُخّيِلة.. يحب من يكتب إليهم، ويريد أن يصل بهم إلى مستوى هم يستحقونه، وقادرون عليه، وتلك هى وظيفته، فيشدهم إلى ما يكتب، ويطرح، بلا تشدق، وهو حكاء متميز، وراصد لعصره، لكنك لن تستطيع أن تختلف، أو حتى تنتقد كتاباته (كتبا، أو مقالات)، لأنها كُتبت بميزان دقيق.. كذلك لن ترصد له أخطاء مكتوبة، وتلك عبقرية الكاتب، خاصة إذا كان سياسيا، ومعاصرا لكل الاختلافات، والأحزاب، والصراعات المتباينة التى يعيشها فى عصره المتوتر أصلا، والملىء بالمتغيرات القاسية، والحادة، والمصيرية.

عشت معه مرحلة فى حياته بعد أن خرج من وظيفته فى مكتب الرئيس الراحل مبارك، وتفرغ للكتابة فى الأهرام.. كان نموذجا للكاتب الذى قرر أن يحتفظ لنفسه بمسافة بين الحكم وما يكتب، وظل الخيط الرفيع يتأرجح معه، وكان الفقى موهوبا بما يكفى إلى حد أن يصل بكل أفكاره، ورؤاه إلى القارئ دون أن يقطع الخيط الرفيع، واحترم الجميع، رغم الاختلافات، والتباينات، وتلك قصة أخرى تستحق الكتابة، لأنها نموذج.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: