رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جرة قلم
سميح القاسم

يوم تغادر روحى فضائى/ لشيء يسمونه الموت/ آمل ألا تفارق وجهى ابتسامة.. تلك واحدة من آخر الأبيات التى نظمها شاعر فلسطين الكبير سميح القاسم الذى مرت ـ منذ أسابيع معدودة ـ الذكرى الثامنة لرحيله عن دنيانا بعد حياة حافلة بالنضال والمقاومة والسجن والاعتقال، وقد عاش 75 عاما ملأها أشعارا جسدت المأساة الفلسطينية وأشعلت حمية الشعب الفلسطينى أجيالا متتالية. لقد عاش سميح القاسم فى فلسطين ومات بها رافضا مغادرة أرض آبائه وأجداده بعد احتلال إسرائيل لها، وتكبد فى سبيل ذلك متاعب هائلة، وما زلت أذكر يوم اتصلت به فى منزله بالخليل فى خريف عام ٢٠٠٦ لأدعوه إلى المؤتمر السنوى لاتحاد كتاب مصر وقد جمعتنى به صداقة ممتدة عبر السنين منذ زياراته الأولى لمصر مع رفيق نضاله محمود درويش، وسألته يومها إن كان تاريخ المؤتمر يناسبه، فقال لى: لو لم يناسبنى لجعلته يناسبنى، وشرح لى أنه كان يفكر وقتها فى أنه قد مر وقت طويل على آخر زيارة قام بها لمصر، وأن عليه أن يجد وسيلة لتجديد الزيارة، ثم قال: سآتى إليكم غدا! فقلت تأتى وقتما تشاء على الرحب والسعة، لكن المؤتمر سيكون فى الشهر المقبل. فى ذلك العام كان اختيار اتحاد كتاب مصر قد وقع على سميح القاسم للفوز بجائزة نجيب محفوظ التى كانت تمنح سنويا لكاتب عربى تأكيدا لاحتضان مصر الثقافة العربية، وكانت قيمتها ١٠ آلاف دولار، وقد فاز بها كل من الروائى السورى حنا مينة والكاتب السودانى محمد الفيتورى والشاعر العراقى سعدى يوسف وغيرهم، وقد تأثر سميح بهذا التكريم وعند تسلمه الجائزة ألقى كلمة عاطفية هزت مشاعرنا، تحدث فيها عن حبه لمصر وعن الوضع المأساوى الذى يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال، وعن سعادته بالجائزة وحبه لمن تسمت الجائزة باسمه، وقال: رغم فوز نجيب محفوظ بأكبر جائزة دولية فى الأدب فإنى أعتبر نفسى أوفر حظا منه، فقد فاز هو بجائزة تحمل اسم رجل اخترع الديناميت فارتبط اسمه بالحروب والتدمير، أما أنا ففزت بجائزة تحمل اسم أديب روائى عظيم، ارتبط اسمه بكل ما هو جميل، وكل ما هو إنسانى رفيع.

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد سلماوى

رابط دائم: