رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تشارلز والولع بحضارة الإسلام

برحيل الملكة إليزابيث الثانية وتولى الملك تشارلز الثالث الحكم، تدخل الملكية فى بريطانيا عصرًا جديدًا، فالعاهل الجديد يمتلك خبرة واسعة وإلمامًا بالقضايا التى تشغل الإنسانية، وله فكره الخاص ورؤيته المستقلة، التى قد تتعارض أحيانًا مع تقاليد بلاط أعرق ملكية فى العالم، فطبقًا لتقارير تسربت عام 2003، سبق له أن خالف المعمول به فى البلاط أثناء ولايته للعهد برفضه غزو العراق، كما انتقد قرار بعض دول أوروبا حظر الحجاب فى الأماكن العامة، واعتبره محجفًا بحق المسلمات، ويجافى علمانية الدول، وحين زار الأراضى الفلسطينية المحتلة 2020م، أعرب عن أمنيته فى تحقيق العدل والحرية والمساواة لجميع الفلسطينيين، وهو تصريح لم يسبق أن صدر بمثل هذه الصيغة عن مسئول بريطانى، وأخيرا وصف قرار بلاده ترحيل طالبى اللجوء إلى رواندا، بأنه خطأ وغير إنسانى ولا يتناسب مع القيم البريطانية، فهو إنسان بدرجة ملك واعتلاؤه العرش يهدئ مخاوف مسلمى بريطانيا من تصاعد العداء للمهاجرين المسلمين. والملك تشارلز صاحب ثقافة متميزة، ويعد من أبرز الذين درسوا الإسلام بعمق، وله إلمام واسع بالحضارة والعمارة الإسلامية وعلاقات مع مفكرين مسلمين، دفعته للقول إن الحضارة الغربية تدين بالكثير من إنجازاتها للإسلام وحضارته، وعُرِف عنه رفضه لنظرية صراع الحضارات وتبنيه رؤية تعايش الحضارات وتعاونها، حيث قال: الإسلام، يعلمنا التفاهم والتعايش، وأرجع فضل اهتمامه بالبيئة إلى الإسلام فخلال حديث له عن التغيرات المناخية قال: لطالما علم الإسلام هذا، وتجاهل هذا الدرس يعنى التقصير فى عقدنا مع الخالق. وهذا الولع بالإسلام وتراثه، كان دافعه لرعاية مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية منذ 1993، وإلقائه خطابًا بعنوان: الإسلام والغرب، جاء فيه: لقد ساعد الإسلام فى إنشاء أوروبا الحديثة وهو جزء من تراثنا، وتعمل المؤسسة التى أسسها فى بريطانيا على الاهتمام بالعمارة والتراث الإسلامى فى عدة دول إسلامية، منها مصر، مثل مركز الحرف التراثية فى الفسطاط، والمركز الذى أسسه الراحل حسن فتحى للفنون التقليدية.


لمزيد من مقالات أسامة الألفى

رابط دائم: