الأحفاد فى المريخ!

إذا كنت من المتشائمين.. فمن المؤكد أنك سترفض الاستماع إلى كلام الباحثين الذين يقولون إن الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى حدثت فى تاريخ البشرية والتى ظن معاصروها أنها نهاية العالم.. صاحبها ظهور اختراعات دفعت بالإنسانية خطوات عظيمة إلى الأمام.. ففى عام 1720 تعرضت بريطانيا لكارثة اقتصادية لم يسبق لها مثيل فى تاريخها.. وعانى الناس الفقر والجوع، مما دفع بعض أعضاء مجلس العموم البريطانى إلى المطالبة بوضع المسئولين عن هذه الأزمة فى أجولة وإلقائهم أحياء فى نهر التايمز.. ولو أن احدا أخبر هؤلاء الأعضاء فى ذلك الوقت بأنه سيحدث ازدهار للاقتصاد الإنجليزى سيتجاوز أحلامهم.. ما كان ممكنا أن يصدقوه.. وفى عام 1837 وخلال الكارثة الاقتصادية المروعة التى مرت بأمريكا تم اختراع التليغراف والتصوير الضوئى. كما تم إجراء أول عملية جراحية تحت تأثير المخدر.

أيضا إذا كنت من المتشائمين فسترفض نتائج دراسات جاء فيها أن الحروب بالرغم من النتائج المأساوية لها وما تخلفه من دمار.. إلا أنها كانت سببا فى حدوث تطور وتقدم فى مجالات كثيرة.. فالحرب العالمية الأولى أجبرت العلماء على زيادة جهودهم فى مجال صناعة الدواء فتم تصنيع البنسلين ومختلف المضادات الحيوية.. كما دفعتهم إلى تطوير مجال الطيران وتبع ذلك حدوث تطور هائل فى عالم الكمبيوتر.

وكما تغير الأزمات الاقتصادية والحروب من شكل العالم فإنها أيضا تغير طريقة تفكير البشر.. فالحروب غيرت نظرة المجتمع الى المرأة، حيث عملت النساء ممرضات فى المستشفيات، وفى فرق الإمداد والتموين وحطمت ادعاءات الرجل بعدم قدرتها على أداء العمل.

إذن يجب على الذين يقولون إن الأمل فى المستقبل مفقود أن يدرسوا بتمعن الأحداث الكارثية المروعة التى حدثت فى الماضى والتى قال الناس خلالها إنها نهاية العالم.. لكن العالم لم ينته.. بل استمر وتقدم وتطور.. وحين تتوقف الحرب الروسية الأوكرانية وتنتهى الأزمة الاقتصادية وتستقر أحداث هذه الفترة العصيبة التى نعيشها الآن فى كتب التاريخ.. سيكون أحفادنا على متن سفن فضائية تنطلق بهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فى المريخ!.