سيوة تلك الواحة التى حباها الله تعالى بجمال الطبيعة والجو المعتدل طوال أيام العام، أهلها سمتهم الطيبة والكرم، يعيشون على الفطرة والطبيعة الخلابة، غنية بمياه بحيراتها المالحة التى تعالج عددا من الأمراض، يزورها الناس من كل المحافظات سعيا للعلاج الطبيعى المتوافر فى رمالها الساخنة. سمعت الكثير من الحكايات عنها. التروسيكل وهو وسيلة يستخدمها سائقوها فى نقل البضائع والزائرين، تسير بك فى مدقات الطرق حتى مقر الإقامة والعلاج. عندما وصلت إلى مركز العلاج بالدفن فى الرمال بعد رحلة استغرقت 12 ساعة سألنى المعالج عن الأمراض التى أعانيها وسبب الزيارة، ونوع الأدوية التى أتعاطها، علمت منه أن المدة المقررة للدفن فى كهف الملح والرمال الساخنة ثلات مرات متتالية على مدى ثلاثة أيام على الأقل، فى كل مرة أمكث تحت الرمال فى درجة حرارة لا تقل عن 40 مئوية، تتراوح المدة بين ربع الساعة ونصف الساعة، ثم تنام فى خيمة حرارتها فوق الأربعين تشرب خلالها زجاجتين من شراب الحلبة والينسون، وبعدها بنصف الساعة يكون الجسم قد فقد كمية من العرق كبيرة ثم يقدمون لك عصير الليمون الساقع، تنتعش أنفاسك مرة أخرى، وتنام فى غرفتك حتى يجف العرق نوما عميقا، وبعدها بساعتين تقريبا تمارس حياتك بشكل طبيعى دون استحمام لمدة ستة أيام. تسألنى عن شعورى بعد هذه الرحلة العلاجية فأقول إنها تجربة مثيرة عشتها على مدى عدة أيام منحتنى طاقة إيجابية التقيت خلالها شخصيات من جميع ربوع مصر قلوبهم بيضاء عاشقون لتراب هذا البلد.
E-mail:
[email protected]لمزيد من مقالات محمود النوبى رابط دائم: