فى الوقت الذى تمكنت فيه مصر بشِق الأنفس، وصبر الأبطال، ومصداقية عالية بين كل الأطراف، من وقف مذبحة غزة، التى صورتها إسرائيل أنها ضد الإرهاب، وأنها لوقف حركة «الجهاد» الفلسطينية التى تلعب لحساب إيران، على حد زعمها ــ كانت صورة الطفلة الغزاوية «رهف» تلف الدنيا، لتكشف عن همجية العدوان ضد غزة، والأطفال، والمدنيين، وتكتب قصة كفاح أطفال غزة لقهر العدوان، وكشف جريمة الحرب الإسرائيلية.
رهف، التى خرجت من منزلها لإنقاذ أخيها، فأُصيبت، وبُترت قدماها، ويداها، ونُقلت إلى المستشفى ترعاها أمها، بينما أبوها يرعى شقيقها فى مستشفى آخر ــ أبكت العالم من حولنا.
٣ أيام سوداء على غزة كتبت استشهاد ١٦ طفلا، و ٤٦ أبا وأما، تركوا أطفالا فى الشوارع بلا عائل.
صور الحرب كشفت فجر إسرائيل «غير الصادق»، فراحت تبحث عن صيد آخر فى نابلس، إحدى مدن الضفة الغربية المحمية من دخول الإسرائيليين طبقا لاتفاقيات «أوسلو»، فى عملية أخرى كشفت وحدة الصراع مع إسرائيل بين غزة، والقدس، ومدن الضفة الغربية، لكنها وهى تصفى أحد المقاومين (الشهيد إبراهيم النابلسى، القيادى بكتائب «شهداء الأقصى») خرجت أمه لكى تكشف عن عملية إسرائيل النابية التى أطلقت عليها «كسر الأمواج»، وانقلب السحر على الساحر، فكانت إشارة الأم (رثاؤها ابنها، ودعاؤها له فى مقطع فيديو تداوله ناشطون، وحملها جثمانه مبتسمة) هى التى كسرت «أمواج» الهجوم الإسرائيلى..
لكننا أمام أوضاع سيئة فى كل مدن الضفة، وغزة، وكل المؤشرات تقول إن الهدنة «هشة»، وحكومة إسرائيل ضعيفة، الأمر الذى يجعلنا نطالب إسرائيل باحترام تعهداتها مع مصر، لأن النيران تحت الرماد لم تخمد بعد.
لذلك يحتاج هذا الصراع إلى حل جذرى، ونهائى يسمح للطرفين أن يتخلصا منه، وهذا لا يتأتى إلا بوحدة الفلسطينيين، واتفاقهم على الهدف، وحكومة إسرائيلية تدرك معنى القوة الحقيقية، وهى أن يعيش الطرفان بسلام فى ظل دولتين مستقلتين، خاصة أن المنطقة العربية اتجهت، أو معظمها، إلى قبول إسرائيل، والتعايش معها.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: