رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
مسلمو الغرب ومواجهة التوحش!

على مدى العقود الثلاثة الماضية، واجه مسلمو الغرب خصمين لدودين. الأول يعيش بينهم ويتمثل فى اليمين المتطرف الذى روج لكراهية الإسلام والخوف منه فيما عُرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، والثانى فئات مسلمة شديدة التطرف تعيش ببلدانهم التى هاجروا منها. هدف هذين الخصمين واحد تقريبا.. تخويف المسلمين بالغرب وإجبارهم على العزلة وعدم الاندماج.

منذ نشر المفكر الأمريكى الراحل صامويل هانتنجتون نظريته عن صدام الحضارات أوائل التسعينيات، جرى اعتبار الأقليات المسلمة بالغرب غير قابلة للاستيعاب. الدين والقيم والعادات تمنع الاندماج. لعب اليمين المتطرف على هذا الزعم وحاول جعله حقيقة. حملات تشويه وكراهية لا حصر لها. إجبار الأحزاب والقوى المدنية على نبذ المسلمين. لكن المفاجأة، كما يقول الصحفى البريطانى بيتر أوبورن، بكتابه الجديد: «مصير إبراهيم.. لماذا يخطئ الغرب بشأن الإسلام؟»، إن الغالبية العظمى من المسلمين بالغرب يشاركون فى نشاط المجتمع المدنى ولا يستمعون لتخويف اليمين المتطرف، أو المتطرفين المسلمين. واعتمادا على دراسات عديدة، يؤكد أوبورن أن غالبية القادة المدنيين المسلمين بأوروبا، بمن فيهم سياسيون منتخبون، يعملون طبقا للمعايير الديمقراطية الغربية.

ويضيف أنه بدلا من صدام الحضارات أو الايديولوجيات، فإن الأمر لا يمنع من وجود عناصر محلية يمينية هامشية تنشط لتأجيج الصراع بالتركيز على فظائع داعش والقاعدة وتصويرها وكأنها الإسلام والمسلمين. هذه العناصر تستخدم الإعلام أيضا، خاصة الأمريكى، حيث تكثف التيارات المعادية المرتبطة غالبا بإسرائيل دعايتها ضد المسلمين. يقول أوبورن: «يسعد الإسرائيليون بالتعاون مع المسيحيين الإنجيليين الذين يعتبرون قيام إسرائيل الكبرى التى تحتل الأراضى العربية، شرطا أساسيا للعودة الثانية للمسيح». هذه الاستراتيجية الهادفة لتنفير المسلمين من الاندماج وتنفير الغربيين من تقبل المسلمين يُطلق عليها: «إدارة التوحش»، ويشارك فيها متطرفون غربيون ومسلمون، والضحية أقليات المسلمة تأمل فى حياة كريمة تصون فيها تقاليدها ودينها مع احترام قيم مجتمعاتها الجديدة. لكن بعض الحكومات الغربية تنصاع لليمين المتطرف، مثلما حدث بفرنسا خلال الانتخابات الرئاسية، حيث صعد المرشحون هجومهم على الإسلام والمسلمين. نصيحة المؤلف لهذه الحكومات ألا تتدخل فى شئون الجاليات المسلمة طالما تلتزم بالقانون والنظام.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: