بعد غد يعقد أكبر مؤتمر عالمى (إنسانى) فى أطهر بقعة من بقاع الأرض، أتى مجتمعوه من شتى أرجاء الكون (من كل فج عميق) لأداء شعيرة من أعظم الشعائر وهى (الحج) ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات، وقد صفت نفوسهم ورقّت أفئدتهم ولانت قلوبهم، تركوا الأهل والأولاد والضيعات وأنفقوا الغالى والنفيس وتكبدوا مشقة السفر وتجردوا من كل متع الحياة من أجل حضور هذا المؤتمر العظيم وكلهم رجاء وأمل فى عفو الكريم (سبحانه) ورضاه والرجوع بعد انتهائه كيوم ولدتهم أمهاتهم.
مؤتمر الكل فيه سواسية، حيث تذوب الفوارق يلبسون زيا واحدا لا تستطيع أن تميز به بين غنى وفقير وكبير وصغير (لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى) مؤتمر تعلو فيه الأخلاق الحميدة وتنتشر، كالصفح والعفو والتسامح والتعاون والإيثار وحب الخير لجميع الناس وحفظ اللسان من الجدل والغيبة والنميمة والتعارف بين الناس، وإزالة الحواجز والاسوار ونبذ العنصرية والمذهبية.
مؤتمر يباهى الله ملائكته بمن حضر قائلا (انظروا إلى عبادى أتونى شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أنى قد غفرت لهم).
هيئنا لكل مَنْ كان له نصيب فى حضور هذا المؤتمر مع دعواتنا أن يتقبل الله منهم جميعا حجهم، وأن يعودا إلى ديارهم وأهليهم سالمين غانمين برحمة الرحمن ورضوانه، وأن يحسِّن أخلاقنا، وأن يرفع قدر بلادنا، وأن يحفظها وقادتها وشعبها من كل مكروه وسوء (وحج مبرور وذنب مغفور بإذن الله تعالى).
لمزيد من مقالات محمد عبيد رابط دائم: