رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الشباب المصرى والعلاج النفسى

اندهشت عندما طلب صديق لى إرشاده عن أستاذ للصحة النفسية لعلاج ابنه الذى يبلغ من العمر 19 عاما ويعانى من اكتئاب حاد وشديد ورفض لحضور امتحانات السنة النهائية فى إحدى كليات القمة رغم تفوقه وتميزه فى السنوات الماضية. وبالفعل اتصلت بعيادة واحد من أشهر أساتذة الطب النفسى بالإسكندرية لحجز موعد سريع لعرض حالة هذا الشاب وفوجئت بأن أقرب موعد بعد 5 أسابيع! واتصلت بأساتذة آخرين وكان نفس الرد.. والأدهش أن هناك استشارى طب نفسى يتم الحجز بعيادته منذ توقيت صلاة الفجر! وهنا أدركت مضمون مقولة الدكتور أحمد عكاشة خبير الطب النفسى أن 40٪ من المصريين مصابون بالأمراض النفسية! وإن كانت النسبة الرسمية المعلنة من وزارة الصحة لاتتعدى 25%.

وقد أدركت مع الوقت أن ظاهرة الاكتئاب والمرض النفسى انتشرت بين الشباب فى الآونة الآخيرة، وأن معظم من يذهبون لعيادات الطب النفسى هم من الشباب خاصة الشباب الجامعى أو من مراحل التعليم الجامعى أو مابعد الجامعى وتعددت الأسباب وإن كان بعضها يتعرض لضغط المناهج وصعوبتها وكذلك المخاوف من عدم وجود وظائف بعد التخرج.. وكذلك فشل العلاقات العاطفية فى مراحل التعليم والخوف من فشل العلاقة الزوجية وانتشار الطلاق الرهيب فى الآونة الأخيرة ..هذا غير أسباب تتعلق بالتربية النفسية والاجتماعية داخل البيت المصري.

وأصبح العلاج يتطلب تناول بعض الحبوب الدوائية والمتابعة الطبية - كذلك أحداث التغيير داخل المنزل وخلافه وأحيانا يحتاج الى الحجز بالمصحات النفسية، والمفاجأة أن معظم هذه المصحات ممتلئة بالزبائن! بما يعكس إشارة خطيرة لتزايد أعداد المرضى النفسيين داخل مجتمعنا مؤخرا.. وأعتقد أن هذه المؤشرات تتطلب من جميع الأطراف التحرك خاصة المعاهد والجامعات التى يجب أن تبث روح الأمل بين طلابها وإرشادهم أن احتياجات سوق العمل تتطلب الاتجاه إلى التكنولوجيا وليس حفظ المناهج وكذلك ارشاد الطلاب إلى كيفية تطوير ذاتهم بعد مرحلة الجامعة من تطوير فنون الاتصال واللغات الأجنبية المطلوبة لسوق العمل ومهارات الحاسب الآلى ودفعهم لطريق ريادة الأعمال وفكر المشروعات الصغيرة وعدم انتظار الوظيفة المناسبة أو الوظيفة الإدارية المأمولة.

كذلك على الأسرة والمجتمع القيام بنفس الدور بتشجيع أبنائهم من الجنسين على الاستعداد النفسى والاجتماعى والتأهيلى لمتطلبات سوق العمل وأن يقبلوا الوظائف التى تقابلهم مهما كانت بساطتها فى الخطوات الأولى حتى لاينتظروا المجهول بلا أمل ..وقد سعدت جدا بأن اركب فى سيارات أوبر وكريم وغيرهما مع سيدات وفتيات سائقات تحركن لسوق العمل ولم ينتظرن الوظيفة أو الهيئة الاجتماعية..

إننا ندرك أن القادم أصعب وأن فرص العمل قليلة مع تداعيات الكورونا والحرب الروسية ـــ الأوكرانية وأن شركات عالمية فى اليابان وأمريكا وألمانيا أعلنت تسريح 10% من العمالة بسبب نقص الإنتاج والإمداد وارتفاع الأسعار، والتى انعكست على الحالة النفسية لشعوب العالم وليس الشباب المصرى وحده ..كما أن المجتمع المدنى والأندية مطالبين بالتحرك لامتصاص هؤلاء الشباب من خلال الأنشطة الثقافية والتعليمية والتدريبية لإعدادهم لسوق العمل وكذلك الأنشطة الاجتماعية وقد عشنا من صغرنا فى محيط هذه الأجواء وهذه الأماكن التى خلقت فينا الشخصية المتوازنة.


لمزيد من مقالات علاء حسب الله

رابط دائم: