► رئيس جهاز تنمية العاصمة: الانتهاء من مرافق المرحلة الأولى بالكامل
► حى المال والأعمال أحدث منطقة جذب للمستثمرين من أنحاء العالم
► مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح ..وحدة وطنية راسخة
► منظومة ذكية لراحة السكان وأكبر متنزه بالعالم للترفيه
► عمال البناء: مشقة وتعب صحيح بس كله يهون ونشوف بلدنا بتكبر
(تغيير واقع المصريين للأفضل).. كان العنوان الكبير الذى وضعه الرئيس عبدالفتاح السيسى عند بدء إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، ومع تشديد الرئيس عند كل زيارة لتفقد الإنشاءات، على أن الافتتاح المرتقب للعاصمة بمنزلة ميلاد جمهورية جديدة، إلا أنه يحرص دائما على أن يكون واضحا للجميع أن العاصمة الجديدة ومولد مدن جديدة أخرى لن يثنى الدولة عن مواصلة تطوير وإنهاض بقية المدن والمحافظات.
فى الطريق إلى العاصمة الإدارية تكتشف بوابات عملاقة بأشكال فرعونية تربط العاصمة الجديدة بالمدن المجاورة عبر طريق السويس، والطريق الدائرى الإقليمي، وطريق العين السخنة، ومحور الأمل، والطريق الدائرى الأوسطى، فهى تبعد نحو ٦٠ كيلومترا عن مدينتى السويس والعين السخنة وتفصلها المسافة نفسها عن قلب القاهرة. وتبلغ مساحة العاصمة الإدارية ١٧٠ ألف فدان، وتبلغ مساحة المرحلة الأولى ٤٠ ألف فدان من إجمال المساحة، ويستهدف المشروع جذب نحو ٧ ملايين نسمة.
حرصنا على أن تكون جولتنا الميدانية ولقاؤنا الأول مع مجموعة من العمال الذين يعملون فى منطقة الأبراج أغلبهم من الصعيد من (أصحاب الأيدى الشقيانة) التى تبنى مصر الجديدة، ويشاركون فى معركة لا تقل أهمية عن الحروب فى جبهات القتال، رشوان وناصر من أسيوط وعارف وأحمد من سوهاج ومحمد من قنا وأشرف من المنصورة وأبو سعد من البحيرة، هم من بين الآلاف من ابناء مصر العاملين فى العاصمة الإدارية الجديدة، لسان حالهم يقول ( مشقة وتعب صحيح بس كله يهون ونشوف بلدنا بتكبر وتعلى، وبنشتغل وسط الصحراء والجو النار الذى لا يتحمله غير الرجالة أولاد البلد) .
يقول رشوان عرابى (عامل من اسيوط ) أعمل منذ 6 أشهر فى منطقة المال والأعمال مبلط انترلوك متزوج وعندى أطفال، بلدياتى كتير بيشتغلوا مع مقاولين فى مشروعات داخل العاصمة وجيت مع مقاول واشتغلت معاه وفرص العمل داخل العاصمة جيدة والعمل كثير هنا ويوفر لى دخلا مناسبا.
ويقول ناصر السيد عامل معمار من أسيوط أيضا: أعمل بالعاصمة الإدارية منذ سنتين ومتزوج ولى اطفال وعرفت أن الشركات العاملة تطلب عمالا فتقدمت واشتغلت على طول وكنت قبل ذلك أعمل مع مقاولين فى مشروعات مختلفة بشتغل شهرين واحصل على إجازة 10 أيام ومتوسط الدخل نحو 6 آلاف جنيه شهريا .
وفى لقاء آخر مع مجموعة من العمال الذين يعملون فى منطقة الأبراج أغلبهم من الصعيد، يقول محمد أحمد نجار مسلح من قنا يعمل من سنة و7 أشهر، اشتغلت من خلال العمل مع مقاول يتعامل مع بعض الشركات المنفذة فى المشروع والشغل هنا افضل من الخارج لأنك بره تشتغل يوم وتقعد أياما، ولكن هنا الشغل يوميا وبنفرح لما مشروع بيبان ويقرب يخلص، ويقول أحمد محمود نجار مسلح من سوهاج: أنا عرفت الشغل عن طريق واحد بلدياتى شغال هنا، وقال كلنا مقيمون فى مدينة بدر وده السكن بتاعنا كل يوم الشركة توفر لنا أتوبيسا ينقلنا ذهابا وعودة من 6 صباحا حتى 6 مساء وبناخد ساعة فترة راحة، العمل صعب ومجهد أكثر من بره لكن احنا بنعمر ونبنى فى بلدنا.
وفى المجاورة الثالثة التقينا عمر فهمى صاحب مطعم يمتلكه مع شقيقه حيث قال، إنه يعمل منذ 6 أشهر ويبدأ العمل من 7 صباحا حتى 12 مساء، ويقول إنه رغم أن عدد السكان محدود فإن المطعم يعمل جيدا لخدمة العمال والموظفين والإداريين الموجودين بالمنطقة، والوضع فى تحسن والمستقبل بالمنطقة مزدهر، وأوضح: (فيه ناس اشترت شقق بتيجى تقعد يومين فى نهاية الأسبوع ويمشوا بس منتظرين الافتتاح الرسمى للعاصمة ويتوافر سوبر ماركت وصيدلية بالمنطقة «وإن شاء الله المستقبل للشغل هنا هيبقى كويس اوى»).
خطة عمرانية غير مسبوقة
يقول المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، إن الخطة الاستثمارية لهيئة المجتمعات العمرانية تضاعفت على مدى السنوات السبع الماضية، وذلك من بداية 2014، حيث تعكف مصر على تنفيذ خطة عمرانية غير مسبوقة وخصصت ميزانية فى الخطة الاستثمارية للهيئة للعام المالى الحالى 2022- 2023 تقدر بنحو 150 مليار جنيه، لتنفيذ حزمة من المشروعات بالمدن الجديدة التى تتبع الوزارة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وأوضح أن هيئة المجتمعات العمرانية أصبحت هيئة اقتصادية هادفة للربح وذلك لتوجيه أرباحها للمشروعات والمدن الجديدة، مشيرا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة أول مدينة ذكية فى مصر، وتعد مركزا للمال والأعمال، وأوضح أن شركة العاصمة الإدارية الجديدة تعتزم البدء فى ترفيق أراضى المرحلة الثانية من العاصمة الإدارية الجديدة تمهيدا للبدء فى طرحها على المطورين العقاريين قريبا وتوقع إقبالا كبيرا من المستثمرين العرب والأجانب والمطورين العقاريين على العاصمة الإدارية فى المراحل التالية، وأضاف أن الحكومة نجحت فى وضع السوق العقارية المصرية على خريطة الصناديق العقارية الكبيرة بالتعاون مع بعض الشركات من خلال المشاركة فى المعارض العقارية .
وكشف عباس عن تطورات العمل بالعاصمة الإدارية، وأكد أننا نعمل فى الوقت الحالى على إنهاء كل الأعمال بمشروع الأبراج، ويضم 20 برجا باستخدامات متنوعة منها السكني، والإداري، والتجاري، والبرج الأيقونى وهو أحد الأبراج العشرين ويمثل أعلى قمة فى افريقيا، مشيرا الى وجود 10 آلاف عامل ومهندس مصرى يعملون فى مشروع الأبراج وأنه سيتم الانتهاء من تنفيذ الواجهات للأبراج بالكامل فى 30 يونيو 2022 ، وسيتم تسلم الأبراج تباعا بدءا من اغسطس 2022 كما أنه من المخطط أن يتم نقل جميع الوزارات بشكل كامل قبل بداية الربع الأخير من العام الحالى، وأشار الى ان ما يقرب من 40 إلى 50 الف موظف سينتقلون للعمل بالعاصمة الإدارية .
إصرار القيادة السياسية
المهندس شريف الشربينى، رئيس جهاز تنمية العاصمة الإدارية، يتحدث بفخر عن الإنجاز على أرض العاصمة الادارية، فيقول بلا مواربة انه لولا إصرار القيادة السياسية على انجاح المشروع لم يكن ليتحقق كل هذا النجاح العظيم على ارض الواقع .
ويؤكد الشربينى انه تم الانتهاء من أعمال المرافق بالكامل بالمرحلة الأولى التى تقدر بنحو 40 الف فدان، ممثلة فى شبكات المياه والصرف الصحى وشبكات الرى والكهرباء، بالإضافة الى الروافع والمحطات الخاصة بمنظومة الشبكات رغم الأزمات العالمية وأزمة كورونا التى أثرت على دول كثيرة.
ويقول الشربينى انه يتم تنفيذ أكبر تجمع حدائق مركزية فى الشرق الأوسط وفى العالم ، على مساحة 1000 فدان، وتجاوزت نسب التنفيذ بالمرحلة الأولى 90% تقريبا ومن المتوقع الانتهاء منه بالكامل فى 30 يونيو القادم.
المنظومة الذكية
وكشف رئيس جهاز تنمية العاصمة الإدارية عن المنظومة الذكية المتكاملة التى تتمتع بها العاصمة الإدارية، حيث تخضع لنظام ذكى غير تقليدى أو نمطى، حيث يتم التخلص من المخلفات الصلبة تحت الأرض عبر نظام (سمارت) لملء الصناديق وملحقة بحساسات للاستشعار ويتم تفريغ الصناديق من خلال منظومة متكاملة، كما أن المدينة مزودة بكاميرات مراقبة وشاشات ملحقة بالأعمدة اضافة الى توفير الطاقة الشمسية عبر خلايا شمسية فوق اسطح العمارات، كما تتوافر كشافات إضاءة ومستشعرات لقياس درجة الحرارة ونسبة الرطوبة مع إرسال رسائل معلوماتية للمواطنين بهذا الشأن.
حى المال والأعمال
وفى جولة ميدانية على الأرض مع المهندس أحمد العربى معاون رئيس جهاز تنمية العاصمة الادارية الجديدة فى مشروعات المرحلة الأولى، كانت البداية من منطقة الأعمال المركزية « حى المال والأعمال « والتى يتم فيها تنفيذ 20 برجا يتوسطها البرج الأيقونى أعلى برج فى الشرق الأوسط وإفريقيا ويضم 84 طابقا متعدد الاستخدامات، وهو مشروع يتم تنفيذه لأول مرة بهذا الحجم فى مصر بالشراكة بين الحكومة المصرية والحكومة الصينية، وتم انتقاء أفضل الشركات فى تشييد الأبراج العالية وهى شركات متخصصة ولها تاريخ إنشائى كبير على مستوى العالم ونفذت أبراج شنغهاى .
وانتقل بنا المهندس أحمد العربى إلى الحى السكنى الخامس الذى يطلق عليه «حى جاردن سيتى « الذى يقام على مساحة 885 فدانا تقريبا ويسع 22 الف وحدة سكنية، مقسمة ما بين شقق وفيلات إضافة الى منطقة خدمات متكاملة بكامل مسطح 2 بدروم، بحيث يستوعب ركن السيارات تحت الأرض وتتميز الواجهات بالطراز المعمارى القديم الذى يشبه منطقة القاهرة الخديوية القديمة.
مشروع النهر الأخضر
وفى لقاء مع المهندس كريم الجارحى استشارى الحدائق المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وصف لنا مشروع النهر الأخضر وهو أكبر متنزه على مستوى العالم ويقام على مساحة 1000 فدان ويعمل به نحو 20 الف عامل ومهندس ومشرف وإدارى، ويشمل المناطق الاستثمارية ويتضمن أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية ويضم مجموعة من البحيرات ومساحات خضراء ونباتات نادرة تمثل متنفسا للمواطنين للتمتع بالطبيعة الخضراء.
وكشف الجارحى أن المنظومة الموجودة داخل الحدائق المركزية تنفذ لأول مرة فى مصر وإفريقيا، حيث إن النظام كله سمارت ويكاد التدخل البشرى يكون غير موجود، فكل الأعمال تتم من خلال الأنظمة الإلكترونية والكهربائية سواء أنظمة الرى أو شبكات الإنارة والطاقة والمياه، مضيفا أن المشروع سيوفر فرص عمل للفنيين والمتخصصين فى مجال الزراعة وفى صيانة الشبكات والأمن والعمل الإدارى.
مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح
مسجد الفتاح العليم المسجد الأكبر فى العاصمة الإدارية الجديدة الذى افتتحه الرئيس السيسى مع كاتدرائية ميلاد المسيح يوم 6 يناير 2019 يمثل كلاهما تجسيدا حيا للوحدة الوطنية.
ويعد مسجد الفتاح العليم درة العمارة الإسلامية الحديثة وأقيم على مساحة 250 ألف متر مربع، وهو من أكبر مساجد المنطقة العربية والشرق الأوسط ويتسع لـ17 ألف مصل، ويضم 4 مآذن يعلوها هلال من النحاس و6 قباب على المداخل الرئيسية للمسجد وقاعات المناسبات ومتحفا للرسالات السماوية ودارا لتحفيظ القرآن الكريم ومستشفى خيريا سعته 300 سرير وبلغ إجمال عدد العاملين به نحو 30 ألف مهندس وفنى وعامل.
ويقول المهندس عماد رزق المدير التنفيذى لكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة إن ارض الكاتدرائية هدية من الحكومة المصرية وتسع الكاتدرائية لـ 9500 مصل وتضم كنيستين تسعان لـ 130 مصليا و3 قاعات للمناسبات الدينية واستقبال الضيوف ومتحفا قبطيا ويسع صحن الكاتدرائية لـ 7300 مصل. وأضاف رزق أن الكاتدرائية تحتوى على 3 أيقونات، الأولى توثق رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر مرسومة عليها رموز الحضارة المصرية القديمة ويوجد خرطوش مكتوب عليه باللغة الهيروغليفية اسم الرئيس السيسى، تقديرا له والأيقونة الثانية تضم قصة السيد المسيح والثالثة قيامة السيد المسيح.
رابط دائم: