رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الوعى فى مواجهة الشائعات

فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة المصرية سعيًا دءوبا لاستكمال مسيرة التنمية التى بدأتها بإصرار، فى ظل اضطرابٍ يشهده العالم كله جراء حروب متفرقة وأزمات صحية وتوتر فى العلاقات بين دول وأخرى، ستجد هناك متربصين يهدفون طوال الوقت إلى عرقلة هذه المسيرة التى قطعت أشواطًا كبيرة فى سنوات معدودة، وليس بالضرورة أن تكون هذه المساعى المعرقلة فى صورة مواجهات مباشرة، بل إن هناك حروبًا أشرس فى ظل العالم المفتوح وسهولة التواصل بين الأفراد فى العالم أجمع، مثل حرب الشائعات التى تأخذ مسارات وطرقًا متعددة وتجد أرضا خصبة لها فى المجتمعات التى تعانى التخلف وعطبا فى الوعى، ومن هنا ندرك لماذا يؤكد رئيس الجمهورية فى أغلب أحاديثه الموجهة للشعب فى أثناء الافتتاحات المختلفة لمشاريع التنمية على قيمة الوعى التى تناسب هذا التطلع والحراك فى اتجاه بناء الدولة، حيث إن جهات من الخارج والداخل ترى أن مصلحتها فى إفساد هذه المسيرة وعرقلة طريقها، ومن ثم تسعى عبر السبل المختلفة لذلك ومنها نشر الشائعات التى تحدث بلبلة فى بعض الظروف التى تحتاج فى الأساس إلى تماسك جميع قوى الشعب والمؤسسات، وتحتاج إلى تكاتف الجميع، خصوصًا فى ظل الشفافية المطلقة حيال جميع ما يحدث على الأرض من إجراءات سياسية واقتصادية، توازيًا مع ترسيخ أسباب لم الشمل المجتمعى فى سياق هذا البناء وتطلعاً للجمهورية الجديدة.

وقد شهدت مصر فى فترات سابقة ولا تزال، محاولات متتالية ومكثفة لنشر الشائعات المختلفة من قبل الجماعات الإرهابية فى ذروة العمل المستمر على جميع الاتجاهات وفى ظل سباق الزمن للانتهاء من العديد من المشاريع الكبرى التى عز على تلك الجماعات أن ترى وتعلم علم اليقين كيف أن مصر تنهض بقوة، فلجأت إلى هذه الحروب القذرة من الشائعات، منها ما حدث مثلًا خلال أزمة كورونا وبث شائعة إغلاق البنوك وتمديد ساعات حظر التجوال، وشائعات متفرقة فى قطاعات التعليم والزراعة والقطاع الاقتصادى والتموين والخدمات العامة التابعة لوزارة التضامن، وهى قطاعات ماسة بالجماهير بهدف تقويض ركائز الدولة الجديدة وبث حالة من الرعب والهلع فى نفوس المواطنين والنيل من سلامة وأمن الوطن، بالتحريض على الفوضى، وعلى الرغم من أن هناك عشرات الآلاف من الشائعات التى تم بثها، فإن أجهزة الدولة كانت ولا تزال متيقظة لمثل هذه المساعى الدنيئة، وانتباهها على مدار الساعة لكل ما يبث والحرص على توضيح الحقائق بشكل عاجل وطمأنة الجميع. وتأخذ الشائعات أشكالًا عديدة يلجأ لها المروجون، بحسب طبيعة البيئات التى تعمل على ترويج الشائعة بها، ويظل التطور التكنولوجى وتقريب المسافات بوسائل التواصل سلاحًا ذا حدين، أحدهما إيجابى كوسيلة مضافة للمعرفة والوقوف على كل جديد فى البحث العلمى، ويبقى الجانب السلبى ومنه تطور ظاهرة الشائعات والأخبار المغلوطة التى تجتاح مواقع التواصل الاجتماعى بفيديوهات مفبركة وأخبار بلوجوهات وصور مزيفة، واقتطاع أجزاء من حوار تليفزيونى وغيرها، ومن المؤسف أن قدرا قليلا من الخبرة التقنية يكون فقط مطلوبًا لترويج الشائعة.

لكن مع كل ذلك نجد أن فئات وشرائح عديدة من المجتمع اكتسبت الخبرة فى كشف الحقائق من الأخبار المزيفة ومع استمرار جهود أجهزة الدولة فى إيضاح جميع المسائل المتعلقة بأى أخبار فى جميع المجالات، يجب أن تكون هناك يقظة دائمة، خصوصًا ونحن مقبلون على حوار وطنى شامل يمثل فى حد ذاته ترسيخًا أكبر للثقة بين فئات وأطياف الشعب والقيادة السياسية والحكومة والأحزاب والمجتمع المدنى، أى الصورة الشاملة لمصر، بما يقطع الشك باليقين فى هذا التقارب الذى لا غنى عنه لاستمرار مسيرة التنمية بسلام والتصدى لأى أزمات قائمة أو محتملة.


لمزيد من مقالات د. خالد قنديل

رابط دائم: