رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فلتهدأ الرءوس الحامية قبل الحوار

فى اتصاله المعتاد بيننا كل عدة ايام ابلغنى الدبلوماسى والسياسى المصرى المحترف الذى يتولى حاليا أرفع منظمة جامعة عربية واقليمية. عن امتعاضه ورفضه لتعاطى بعض الشخصيات والاحزاب والقوى السياسية المصرية لجوهر الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار السياسى الوطني. احزننى قوله إن البعض لم يفهم مدلول وصيغة تلك الدعوة حيث كل الهم الضاغط لهم الحضور فى المشهد بأى طريقة ايا كانت الوسيلة. شبهه بعضهم بتكرار ركوب موجة أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ظنا منهم انها فرصتهم ليكونوا فى الكادر السياسى للحصول على مكاسب ومنافع سياسية وحياتية ونفعية له ولاسرته. تحديات الوطن الحالية لا تهم البعض منهم. الاحداث المتسارعة فى الاقليم والعالم خارج حساباتهم السياسية والخاصة المهم ألاتفلت فرصة الدعوة هذه المرة من بين يديه. بعضهم قرر ألايكرر ضياع فرصة احداث ٢٥ يناير حيث تجاوزته الاحداث ولم يحقق المراد ولم يجن المكاسب والثمار الشخصية. ولم يحصل على صكوك الزعامة وتسييد المشهد السياسى ولو لبعض الوقت للمقايضة كما فعل بعض الافراد والجماعات التى حققت مكاسب وفرضت نفسها فى صدارة المشهد. وعاد الدبلوماسى والسياسى الذى بحكم منصبه ومهامه اليومية وجولاته فى عواصم العالم إلاأن الهم اليومى المصرى شاغله ٠حلم حياته الاثير ان يرى هذا الوطن - مصر – يوما. وفى القريب العاجل كما تسعى قيادته حاليا يحقق طفرات اقتصادية وتنموية وعمرانية تلامس عنان السماء وتشكل مصر ومدنها واقاليمها بانوراما ساحرة من الجمال والنظافة والتناسق الذى يتجاوز إن لم يعادل دولا كبرى فى الاقليم اواوروبا. ولم لا كما يقول وهذا البلد كان ومازال يمتلك الإرث والحضارة وعبق التاريخ الذى يمكن استعادته والبناء عليه. عاد ليبلغنى مخاوفه ان جولات الحوار لو تمت الدعوة لها بنفس السياق من الفوضى والنقاشات الفضفاضة. كما يفعل البعض حاليا دون تركيز وتحديد الاولويات ودون الاتفاق على خريطة طريق محددة بأمهات القضايا. التى تحتاج للنقاش المعمق والعصف الفكرى الوازن لتحديد سبر الحلول ووضع توقيتات ملزمة وآليات مفعلة لاحداث الاختراقات المطلوبة لهذه التحديات. على الاقل ببرنامج وطنى متفق عليه يتجاوز هذه التحديات الطارئة ويضع برنامجا للاصلاح الوطنى يستمر على الاقل للأعوام العشرة المقبلة. دون كل ذلك ربما يكون التوصيف المناسب لكل هؤلاء الباحثين عن مغانم من وراء هذا الحوار كمن يحرث فى البحر. بعضهم يريد اضاعة وقت قيادة هذا الوطن وتفويت فرص النجاح على البلد. وعاد ليشدد على لاتنس ان هناك فريقا من هؤلاء باحثين عن الصورة الشخصية لهم فى الكادر. وهذا الامر عانيناه كثيرا فى احداث ٢٠١١ حيث هناك ناس لاشغل لهم هذه الايام منذ اطلاق الرئيس لدعوة الحوار الا الظهور فى الاعلام اوتسييد المشهد فى صور اجتماعات الاحزاب دون ان يقدم شيئا او يطرح فكرا. ومن اسف حسب وصفه لاهم للاغلبية من هؤلاء الا اختيار اسمائهم فى جلسات الحوار الرسمية والجلوس فى الصفوف المتقدمة وامتلاك الميكروفون للخطابة واطلاق الشعارات البراقة دون مطابقة او ارتباطا بالاحداث ودينامية التحديات المعقدة على ارض الواقع. قاطعته قائلا ألايذكرك كل هولاء الذين تتحدث عنهم بزمن الاتحاد الاشتراكى فى الستينيات ورغبتهم فى تحويل جلسات الحوار على نفس النسق.! عاد ليقول لى هذا بالضبط مااردت ان أسلط الضوء عليه واحذر منه لكى الفت نظرك لتكتب وتتحدث عنه فى مشاركاتك التليفزيونية شبه اليومية التى اتابعها داخليا وفى محطات عربية ودولية عديدة. وقبل ان ينهى اتصاله ابلغنى رسالته وامنيته من هذا الحوار. وهو ان تكون كل قضاياه قضايا مجتمعية اساسية تتعلق بحياة الناس والمواطن العادى من مأكل ومشرب وصحة وتعليم وتحسين جودة الحياة له. ناهيك عن تجويد وتطوير البيئة الى يعيش فيها فى القرية والمدينة فهذا هو جوهر وصلب الحوار المرتقب. وماعدا ذلك فهو مضيعة للوقت وتحسين الصورة والعودة للكادر من قبل هؤلاء ٠وبعض الشخصيات التى ترى نفسها حاليا اكبر من كل هؤلاء لانها خاضت يوما انتخابات الرئاسة امام الرئيس السيسي. فى تقديرى ان كلام الصديق الدبلوماسى المصرى الرفيع لايعبر عن وجهة نظره فقط. حيث هناك عشرات المئات ـ إن لم يكن الملايين من المصريين ـ يعتريهم فى هذه الساعة نفس الشعور والاحساس ويتطلعون الى نفس الامانى التى جاءت على لسانه. حيث هناك فريق كبير من المتابعين وانا فى مقدمتهم للنقاشات المطروحة استعدادا لبدء هذا الحوار المرتقب. تهاجمهم المخاوف فى ضوء ماهو مطروح ومعروض من نقاشات اقرب الى السفسطة. وحوارات داخلية اخرى بين بعض القوى وشخصيات فى المجال العام اقتربت من الحوارات البيزنطية. ومن اسف كل هذا يحدث قبل تحديد وانطلاقة هذا الحوار. فما بالنا عندما يبدأ.. وكم سيستغرق من الوقت؟ فى المقابل يجب ألايفوت الانتباه الى ظاهرة عبثية من قبل فريق يسعى لفرض ارادته وسطوته مبكرا كشرط لحضور أوعقد هذا الحوار. حيث مجمل الاحاديث والرسائل التى تخرج من اصحاب هذا الفريق اصحاب الرءوس الحامية لوضع لائحة شروطها المسبقة التعجيزية وجدول اعمال مكتظ بقضايا فرعية وفق قياساتها هى وإلا سيفشل هذا الحوار. فى وضع كهذا لا بدا تهدأ تلك الرءوس الحامية وان يعاد النظر فى كثير من الترتيبات والقضايا. وشكل وماهية الحضور والافراد ويحدد بالساعات والجلسات ونوعية المتحدثين. ناهيك عن الوضع فى الاعتبار حسن السرد والحديث وتسلسل العرض. مع الانتباه ان الغرض وضع حلول وتصورات عملية قابلة للتطبيق فى الحال تكون خلاصة شحذ لفكر ورؤى جادة ونقاشات معمقة. فالتحديات حقيقية وعميقة امام الوطن ولا تحتاج الى كل هذا اللهو وجلسات السلوى والتسرية. وحتى لانصل الى الساعة التى يندم فيها الجميع على هدر وضياع فرصة هذا الحوار.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: