رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جرة قلم
مئوية الملك توت

هو من أهم المعارض لهذا العام، ذلك الذى تقدمه مكتبة بودليان الشهيرة بمدينة أوكسفورد البريطانية، وعنوان المعرض الذى يقام فى الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، هو (توت عنخ آمون.. تنقيب الأرشيف)، حيث قام فريق الباحثين بالمكتبة بمراجعة الوثائق والمستندات التى تشكل أرشيف هذا الاكتشاف التاريخى المهم ليكشفوا النقاب عن دور العاملين المصريين والذى طغى عليه دور المستكشف البريطانى هوارد كارتر، وثبت أن المصريين كان لهم دور رئيسى فى استكشاف مقبرة الملك الذى توفى فى سن الـ١٩، ويوضح المعرض أنه لولا جهود المصريين ما تم الاكتشاف.

كانت مصر قد أعلن استقلالها قبل اكتشاف المقبرة فى نوفمبر ١٩٢٣ بشهور قليلة، وإن لم يتحقق الجلاء إلا عام ١٩٥٤، ومنحت الحكومة المصرية كل التسهيلات لهوارد كارتر الذى كان بلا خبرة فى التنقيب، لكنه اعتمد على معرفة المصريين للطبيعة الطبوغرافية لمنطقة وادى الملوك، وعلى تجاربهم فى التنقيب فى الصحراء، كما أن المصريين وحدهم الذين كانوا قادرين على تحمل درجات الحرارة المرتفعة أثناء عمليات التنقيب والتى كانت تصل إلى ٣٨ درجة مئوية فى الظل، وتذكر الوثائق أن الذى اكتشف المقبرة كان أحد المصريين الذى هرع إلى كارتر فى الفندق يخبره بأنهم توصلوا إلى بداية الدرج المؤدى للمقبرة، بعد أن كان كارتر قد بدأ ييأس من العثور عليها، وبمراجعة ما دونه كارتر فى مذكراته يوم ٤ نوفمبر ١٩٢٢ لا نجد إلا جملة واحدة تقول: (اكتشاف الدرجات الأولى للمقبرة)، وقد استغرقت عملية نقل محتويات المقبرة التى احتوت على نحو ٥٠٠٠ قطعة من الأقصر إلى المتحف المصرى بالقاهرة عقدا كاملا من الزمان، وقام المصور الشهير هارى بيرتون بتسجيل كل منها، لكنه صور أيضا بعض المصريين المجهولين من الفريق المعاون لكارتر، وتشير الوثائق لأسماء بعض هؤلاء وليس كلهم، وقد حرص المعرض الذى يستمر حتى فبراير من العام القادم، على عرض هذه الصور وعلى ما أمكن التوصل إليه من أسماء لأصحابها دون التمكن من معرفة أى صورة تخص أى اسم، فتلك المعلومات اندثرت مع الزمن كما اندثرت لمائة عام ذكرى المصريين العظام الذين لولاهم ما تم هذا الاكتشاف الذى يعتبر من أهم الاكتشافات فى التاريخ.

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد سلماوى

رابط دائم: