رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الوعى العام فى فكر الرئيس السيسى

تمثل قضية الوعى العام للمصريين إحدى أهم القضايا التى شغلت اهتمام الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة، ويؤكد ذلك حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقاءاته وكلماته فى المناسبات العامة على تبديد الشائعات ونشر الحقائق، وترسيخ نمط تفكير الدولة على مستوى القواعد الشعبية وفى أدنى المستويات، بهدف إجلاء الصورة، وتعميق المفاهيم التى تشكل أسسا للتفكير المنضبط الذى يعزز الوعى الوطنى، وتصويب تلك التى تصبح مثل سحب الدخان، وتتراكم حولها بقع كثيفة للتلوث السياسى والفكرى.

وفى كل مرة يتدخل فيها الرئيس بالحوار فإنه يصحح معلومات، ويجلى التوجهات،ويعمل على تصحيح مناهج وطرق التفكير الفردية، التى تتسم أحيانا بالاجتزاء، ليقرب المصريين من مستوى تفكير الدولة، بعقلها الشامل وأجهزتها المختصة، التى تبنى موقفها وفق أوسع قدر من المعلومات الصحيحة، وتؤسس تقديراتها على مفاضلات معقدة بين الأولويات، لتخلص إلى بناء سيناريوهات منضبطة، تتمكن من رسم صورة صحيحة للمستقبل بعد سنوات وربما عقود.

ذلك بالتحديد ما شدد عليه الرئيس السيسى خلال افتتاح مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى، حين تناول بالتحليل العميق قضايا كثيرة، تنهشها وسائل التواصل والإعلام الدعائى المغرض بالشائعات والتحليلات الكيدية والانتقادات العشوائية؛ فعلق الرئيس، على سبيل المثال، على حديث البعض عن الإنفاق على الكهرباء وعدم إيلاء التعليم القدر الكافى من الرعاية (رغم ضرورته)؛ فدعا المصريين إلى تصور الوضع الآن، إذا لم تكن مشروعات الكهرباء والبنية الأساسية قد نفذت، مع دولة تنمو بنسبة مليونى نسمة سنويا، وازداد فيها التعداد السكانى بنسبة 20 مليونا فى السنوات العشر الأخيرة، وأوضح أن تطوير الكهرباء لم يكن فقط لأجل حل مشكلة الكهرباء، وإنما أيضا لأجل التوسع فى الإنتاج الزراعى، الذى تمكنت به مصر من إضافة ما يعادل 25% من مجمل الأرض الزراعية، التى وجدت على مساحتها بالكامل،على مدى آلاف السنين.

هذه الرؤية الشاملة للدولة، تواجه الكثير من العراقيل فى توصيلها وتوضيحها، فى ظل أنماط جديدة من الدعاية والإعلام الأيديولوجى القادر على تشويه الحقائق، والذى يراكم الجهل بمزيد من الشائعات، التى لا يبقى هناك من سبيل لتبديدها سوى عبر نشر الحقائق من قمة هرم الدولة، بمعاونة جهاز إعلامى مهنى عالى المستوى؛ فكما قال الرئيس فإن المشكلة مع التطور الكبير فى الاعلام ومواقع التواصل، هى كيف تحافظ على وعى الناس. والقصة هى قصة المعرفة والحكاية، التى يصعب توصيلها دون أحاديث مفصّلة من القمة.


لمزيد من مقالات رأى

رابط دائم: