رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكايات سمير صبرى

المجلد المهم الذى يقع فى نحو ثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط يحكى حكايات العمر كله لسمير صبرى 27 ديسمبر 1936 – 20 مايو 2022، أعدته للنشر فتحية الدخاخنى. ونشرته الدار المصرية اللبنانية. تساءل زاهى حواس: متى يُعطى هذا الفنان حقه من التكريم؟ وماذا ننتظر؟ وأعتقد أن الإجابة على تساؤل زاهى حواس رأيناها فى قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بعلاجه على نفقة الدولة. الذى صدر أثناء مرضه. يُركِّز زاهى حواس فى مقدمته على أدواره فى أفلام: دموع صاحبة الجلالة، وبالوالدين إحسانا، والتوت والنبوت.

وهناك أدوار أخرى كثيرة غيرها متميزة. وكان سمير صبرى فنانا صادقا فى أدائه لدرجة أن المشاهد كان يشعر بأن الذى أمامه شخصية واقعية وليست لممثل يؤدى دورا فى فيلم. أيضاً فقد ارتبط اسم سمير صبرى ببرنامج: النادى الدولى. أحد أهم برامج التليفزيون المصرى. كان من بين ضيوف البرنامج: السلطان قابوس، والملكة فريدة، والشيخ زايد آل نهيان، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد على كلاى، ومحمد عبد الوهاب، وداليدا، وفكرى أباظة، وأحمد رامى.

لا يمكن أن ننسى لسمير صبرى أنه قدم آخر مقابلة وآخر ظهور لكوكب الشرق أم كلثوم قبل وفاتها. كما كان صاحب أروع تحقيق تليفزيونى عن رحيل سعاد حسنى. وحاور النجم العالمى: عمر الشريف، بعد أن أصيب بالزهايمر. ولذلك عندما يوصف فى مقدمة كتابه بأنه فنان الزمن الجميل. فهو يستحق أكثر من هذا.

أيضاً فقد كتب مفيد فوزى عن سمير أنه مثل الصلصال، يتشكل بسهولة فى أدواره فى بلاتوهات السينما. وقد راهن عليه أكثر من مُخرج وكان دائما حصانا رابحا. وحين يحكى عن الفن زمان تشعر بأن فى صدره مئات الحكايات. وأنه لو حكى لالتهم الوقت. فهو يملك موهبة الحكى. وقد رحل عن دنيانا وهو يحمل معه حلم عمره أن يُمنح برنامج تليفزيونى يحكى فيه تاريخه مع كواليسهم وأسرارهم. فقد عاش معهم وصار واحدا منهم. إذن نحن أمام حدوتة مصرية ذائعة الصيت ـ يكتب مفيد فوزى ـ فهو مَلِك الأفراح وسفير البهجة ونجم الشاشة الكبيرة، وفتى الشاشة الصغيرة، ومازال حاضرا بميكروفون الإذاعة، ويشد المستمع كما شده أمام الشاشة. إن مواهب سمير صبرى مثل بحر الإسكندرية لا تعرف الصمت وتخاصم الهدوء. وأضيف لها أنها بلا حدود.

يعترف بأنه منذ طفولته كان يحلُم بأن يكون ممثلا مشهورا. وعندما كان أصدقاء الأسرة يسألونه عن المهنة التى ينوى العمل بها عندما يكبر، هل يكون ضابطا مثل والده؟ كان دائما يقول: لا. أنا عايز أبقى ممثلا زى أنور وجدى. وعندما كانوا يسألونه عن السبب، ولماذا أنور وجدى بالذات؟ كان يجيب أنه فى كل فيلم وطوال أى فيلم كان يُقبِّل ليلى مراد. وكان سمير يحبها لأنها تُشبه أمه.

فوجئت عند قراءة هذا الكتاب بثقافة سمير صبرى. فقد كان يدرُس الأدب الإنجليزى فى الصيف. وتعلَّق كثيراً برموزه: وليام شكسبير، بيرنارد شو، أوسكار وايلد، وسومراستموم. ومثل كل الفنانين كانت له رحلته الشهيرة التى تخصه من الإسكندرية إلى القاهرة. حيث سكن فى شقة على النيل. ويشاء حظه أن يكون من بين سُكَّان العمارة عبد الحليم حافظ. الذى تعرَّف عليه فى المصعد. وادعى أنه طفل أمريكى مُعجب به، اسمه بيتر. وواصل هذه الكدبة البيضاء لمدة عام. حصل من خلالها على صور واسطوانات عبد الحليم مُوقَّعة منه إلى بيتر. إلى أن اكتشف حليم الخدعة وعرف أنه ابن جاره اللواء جلال صبرى. وصفح عنه وصارا صديقين.

يعترف سمير صبرى بأنه طلب من عبدالحليم تصوير مشهد فى فيلم: حكاية حب. الذى يغنى فيه أغنية: بحلم بيك. والذى يتضمن لقاء مع الإعلامية الكبيرة آمال فهمى، فى برنامجها الشهير: على الناصية. وقد شجعته أريحية حليم وحقق له طلبه. وهكذا تشجَّع ورجاه أن يقف ولو لثوانٍ معدودة ليمر بتجربة الوقوف أمام كاميرا السينما. ومن خلال عبد الحليم تعرَّف على لُبنى عبد العزيز، بطله فيلمه: الوسادة الخالية. وكانت تُقدِّم برنامج: ركن الطفل باسم: العمة لولو باللغة الإنجليزية فى إذاعة البرنامج الأوروبى.

ويعترف بأنه بدأ مشوار الشهرة من البرامج وليس من أفلام السينما. مثل: النادى الدولى، هذا المساء، كان زمان، مشوار. وقد مكَّنته هذه البرامج من مقابلة معظم النجوم والمشاهير فى جميع المجالات فى مصر والوطن العربى، بل والغربى أيضا.

يعترف بأنه تعلَّم من الإذاعية آمال فهمى كيف يأخذ من إجابات ضيفه سؤاله القادم؟ وكانت تقول له دائما: بلاش سيداتى سادتى. كلم الناس زى ما بتكلمنى قولهم صديقى وصديقتى. فى هذا الكتاب الموسوعة نقرأ ما قاله عنه معاصروه من النجوم الذين ربما كانوا أكثر شهرة منه فى ذلك الوقت. فقد قال له مصطفى أمين: كن دائما أقوى من الصدمات التى تقابلك. وتعلَّم كيف تقف مرة ثانية مهما وقعت. وسامِح أعداءك، ستجد أن التسامح أقوى من الانتقام. وقال عنه الدكتور يوسف إدريس، رائد القصة القصيرة مصريا وعربيا وفى العالم الثالث إنه: مَلِك الأفراح، برنس الشاشة الصغيرة، سفير البهجة والسرور والإيجابية فى الحياة. وأيضا قال له أنيس منصور: عندما تجد نفسك نجحت اختف قليلا، اجعل أعداء النجاح ينسونك، وهذا سيجعلك تستريح. أما مفيد فوزى فيصفه بأنه سفير الإسكندرية، مواهبه مُتعددة مثل بحرها، لا تعرف الصمت ولا تركن للهدوء. أغفلت أمرا وحيدا من جهده الفنى وهو إنتاجه السينمائى المهم. لأننى ركَّزت أكثر على كونه فنانا مُبدعا قبل أن يكون مُنتجا للفن.


لمزيد من مقالات يوسف القعيد

رابط دائم: