هُدهُد التغيُرات المناخية

«.. وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ».. هكذا كانت إجابة هُدهُد سيدنا سُليمان عليه السلام ليُنقذ نفسه من الذبح وينجو بحياته، فهو هنا أول صحفى وسفير فى التاريخ، استخدمه النبى سليمان عليه السلام للحصول على معلومات من أماكن بعيدة وأيضاً سفير لإرسال رسالته لملكة سبأ، ولأن الهُدهُد صديق للفلاح بطبيعته يتغذى على الحشرات واليرقات بالأرض الزراعية، لهذا يُعتبر قيام وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الاتصالات بإطلاق برنامج هُدهُد المُساعد الذكى لمُساعدة الفلاحين، خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، يُشكل استفادة من موروث ثقافى فى البيئة المصرية بما يُسهم بقبول الفكرة لدى الفلاحين لبساطة عنوانها ولجذب الانتباه. وهى عبارة عن برنامج يعتمد على تقنيات الذكاء الإصطناعى ويتم تنزيله على جهاز التليفون المحمول والذى يتضمن دردشة نصية وصوتية تشمل معلومات عن كيفية زراعة كل أنواع المحاصيل وطرق مقاومة الأمراض وأساليب الرى المُستدامة وكيفية التعامل مع المُبيدات وكميات إضافة الأسمدة لمياه الرى وتوصيات بكيفية زراعة المحاصيل الاستراتيجية، فهو برنامج يحل مكان المُرشد الزراعى قديماً وتعتبر تلك الطُرق من الخطوات التى تسعى اليها الدولة لنشرها، كما يمكن أن تكون ضمن أجندة مصر فى مؤتمر المناخ المُقبل بشرم الشيخ للحصول على تمويل لمشروعات التخفيف من وطأة تأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة، باستنباط وإدخال أنواع جديدة من المحاصيل أقل استهلاكا للمياه، كذلك كفاءة استخدام مياه الرى يوفر فُرصا للحصول على تمويل لمشروعات التكيف الزراعى، وبذلك يكون هُدهُد الذكى أحد الأدوات لمواجهة التغيرات المناخية وإحداث طفرة فى تحقيق الزراعة الذكية بطُرق مُستدامة لتحقيق الأمن الغذائى الذى يواجه مخاطر شديدة من تأثيرات التغيرات المناخية.