يوم السبت الماضى، 30 أبريل استأذنتك أيها القارئ الكريم فى القيام بإجازة بمناسبة عيد الفطر المبارك ، وهأنذا أعود اليوم، فكل عام وأنتم بخير. وفى الحقيقة فإن الإجازة بالنسبة للكاتب، وربما لكاتب العمود بالذات، هى فرصة ثمينة لإنعاش ذهنه وتزويده بأفكار وموضوعات جديدة أو متجددة. غير أننى من ناحية أخرى لا أجيد على الإطلاق الترويح عن نفسى أو تدبير الفسح والرحلات..، ولكننى أتركها للآخرين ... زوجتى وابنتى الاثنتين واشقائى واصدقائى ...إلخ وأحمد الله أننى محظوظ بهم جميعا. فى هذه المرة دبرت ابنتى الصغرى هذه الرحلة فى إجازة عيد الفطر، وأصدرت تعليماتها: سوف نقضى إجازة العيد فى أحد فنادق سهل حشيش! و رحبت بذلك، فأنا كنت أسمع كثيرا عن سهل حشيش باعتبارها إحدى المناطق السياحية المميزة على البحر الأحمر، فلا بأس من زيارتها، خاصة أننى مهتم بشكل خاص بقضايا السياحة فى مصر.فلمدة خمسة عشر عاما، بين 1995 و2010 كنت عضوا بلجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشورى، مما كون لدى فكرة طيبة عن تلك المجالات ، فضلا عن حقيقة أن السياحة كانت وسوف تظل إحدى المقومات الأساسية للاقتصاد المصرى، والقابلة دوما للازدهار والانتعاش. أما سهل حشيش فهى منطقة تقع على بعد 25 كيلومترا جنوب الغردقة على ساحل البحر الأحمر، وتعتبر من أهم مناطق الاستثمار السياحى فى المنطقة إلى جانب غيرها من المنتجعات الراقية فى الجونة ومكادى باى ...وغيرها. المهم ..بدأت الرحلة الأسرية إلى سهل حشيش، على البحر الأحمر، انطلاقا من التجمع الخامس شرق القاهرة.. وهنا يبدأ أول الدروس الذى تعلمته من تلك الرحلة… وهو أن تقدر مقدما مشقة تلك الرحلة الطويلة بالسيارة، والتى استغرقت ما يزيد على ست ساعات، والتى يفضل معها السفر بالطائرة إلى الغردقة، خاصة لكبار السن من أمثالى. أما الدرس الثانى فهو حاجة الطريق الطويل إلى الغردقة للمزيد من محطات الوقود وإلى المزيد من الاستراحات المجهزة جيدا، التى تمثل بالقطع مشروعات مربحة للإستثمارالخاص. وأخيرا، لم يكن من الصعب على الإطلاق ملاحظة الطفرة الهائلة فى الطرق الطويلة بمصر، والتى تمت فى فترات قياسية، تستحق بلا شك كل إشادة وتقدير.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: