فى سياق التوثيق الدقيق للأحداث التى عرفتها مصر فى أكثر الفترات اضطرابا فى تاريخها الحديث، الذى قدمه مسلسل الاختيار الرائع فى موسمه الثالث، فإن لدى بعض الأحداث التى يجب تسجيلها للتاريخ. وقد كان بعضها علنيا، بينما حدث البعض الآخر سرا. أما الحدث العلنى فيتعلق بدور أدباء وكتاب مصر فى جهود إسقاط حكم الإخوان والذى سجل تطورا غير مسبوق سياسيا، وذلك حين اجتمعوا فى جمعية عمومية طارئة باتحاد الكتاب يوم الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣، وقاموا بسحب الثقة من رئيس الجمهورية أثناء وجوده فى السلطة، فى خطوة جريئة كان لها دوى عظيم داخليا وخارجيا. ضم المشهد أكبر الأسماء الأدبية المصرية: بهاء طاهر وجمال الغيطانى وإبراهيم عبدالمجيد وفتحية العسال ومحمد إبراهيم أبو سنة وفريدة النقاش وعبدالوهاب الأسوانى ويوسف القعيد وسلوى بكر وعبدالمنعم تليمة وفؤاد قنديل وحسن طلب وإقبال بركة ووزير الثقافة جابر عصفور وعماد أبو غازى وغيرهم. وقد أصدرنا يومها بيانا تاريخيا أعلن فيه الكتاب المصريون سحبهم الثقة من الرئيس محمد مرسى، ورفض الدستور الذى أصدره الإخوان، والمطالبة بإقالة حكومة هشام قنديل، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة. كانت تلك هى المرة الأولى التى تشهد فيها البلاد مثل هذا الحدث، فلم يحدث أن قامت نقابة بسحب الثقة من رئيس جمهورية أثناء وجوده فى السلطة، فما بالك إذا كانت تلك النقابة هى نقابة من يمثلون ضمير الأمة وعقلها المفكر، وقد استشاط الإخوان غضبا وصدرت وقتها تعليمات صارمة لأعوانهم، حسب الوثائق السرية التى نشرتها البوابة نيوز بعد ذلك، بضرورة العمل الفورى على سحب الثقة من رئيس الاتحاد كاتب هذه السطور الذى قالوا إنه كان وراء ما حدث، حتى لا تتكرر تلك الواقعة فى نقابات أخرى، فى الوقت الذى انهالت علينا برقيات التهنئة، ومن بينها هذه البرقية: باسم الملايين الموقعين استمارات تمرد نتقدم بخالص العرفان والتقدير لأدباء مصر على موقفهم الوطنى الشريف، وتؤكد اللجنة المركزية لتمرد تضامنها مع مشروعية قراراتكم الأخيرة بالجمعية العمومية الطارئة، فكيف يتم تجاهل حدث بهذه الأهمية؟. أما الحدث الآخر والذى حدث فى الخفاء فكان هو الأخطر، وسوف يكون موضوعنا غدا.
[email protected]لمزيد من مقالات محمد سلماوى رابط دائم: