الاختيار 3، هو نقطة الضوء التى أبرزت قوة الأمة وصلابتها، وقدمت النماذج المثلى فى التضحية والفداء فى ضفيرة فنية جمعت بين التوثيق والدراما.. مسلسل «فنى» يقوم بتوثيق مرحلة تاريخية فارقة مرت بمصر حديثا، وأبان ـ وكما نعلم ـ الدور الوطنى الذى قام به الرئيس منذ عمله بالجيش وحتى قيام ثورة 30 يونيو وتنامى دوره الوطنى فى إنقاذ الوطن واعلاء شأنه.. ولا شك فى أن هذه الدراما الوطنية تحقق دورا واضحا فى التوعية الذاتية والسياسية والأمنية وهو ما يؤدى إلى التوحد فى الهدف والسعى إلى تحقيقه وحتى يصبح الجميع محققا مقولة (الكل فى واحد). .. ولقد أثار لدى المشاهدين اهتماما بالغا محققا قى القلوب جذوة المحبة وفى العقول شعلة الوعى وهم يرون التضحيات فى سبيل الوطن، والفكر التنظيمى والقومى الذى أشعل حركة الوعى فى مواجهة المؤامرة.
لقد كشف (الاختيار 3 ) أعداء الوطن من أبنائه الخونة، ومن عملاء الخارج، وكشف عن المخلصين من الشهداء الذين بذلوا الروح لحماية الوطن.
> > تلك نقطة الضوء التى قدمها التليفزيون فى رمضان، على غير العادة التى تعودناها من تقديم دراما تقوم أحداثها فى أماكن وعناصر تتسم بالعشوائيات والبلطجة ولغة نابية وجانحة ، ونماذج بشرية خارجة على القيم والأخلاق ، فى الوقت الذى تعمى فيه العيون عما هو جميل يوحى بمستقبل واعد.
> > والإعلام فى رمضان حكايته ممتدة!! ونقطة الضوء تنير الطريق!!
ولقد كشف الاختيار 3 الحقد الذى استشرى فى النفوس وملأ القلوب والرغبة الجامحة والجانحة فى تدمير مؤسسات الدولة، مثلما حدث من جماعة الإخوان فى امتهان القضاء وهى تحاصر المحكمة الدستورية وما جرى فيها من سحل وسفك دماء وتخريب ودمار.. كان المشهد «الغرائبى» دليلا واضحا على التخلف الفكرى عند الجماعة وبعض السلفيين.. وعن بلطجة السلوك الإنسانى وانحراف الخلق وانشطار المعتقد بين القول والفعل.. وكذلك ماجرى من بلاءات وعنف وشراسة فى الهجوم على (الاتحادية) وما حدث فيه من قتل وإسالة دماء، وحصار شامل منع الناس من قضاء حوائجهم.. ولكن رد الفعل كان سريعا، حيث أدرك الجميع الدور الذى يلعبه الاخوان لتدمير الوطن واحتوائه. .. ولعل الهدف الذى نستخلصه من (الاختيار 3) فى توثيقه التاريخى والواقعى هو بيان أن الجماعة الجانحة تستخدم الدين وسيلة لاختطاف الوطن والذى هو فى معتقدهم حفنة من تراب. .. ولعل كلمة (القرار) المصاحبة للاختيار تكون رمزا واضح الدلالة على ثورة الشعب فى 30 يونيو لإنقاذ الوطن من الفئة الباغية، وفى هذا التاريخ أثبت الشعب قدرته على الفعل فى مشهد لم يحدث من قبل. .. ولاشك فى أن المشاهد الذى لم ير المشهد أو يشارك فيه بحكم السن سيقف على ما حدث، وجاء التوثيق الدرامى ليؤكد صدق الوقائع وسلامة الدراما مما يعطى الثقة لدى المواطن فى أجهزته الأمنية والتى هى حصن الوطن ضد أعدائه. وهو فى نفس التوجه رسالة موجهة إلى الجيل اللاحق للحدث لبث الوعى وتنشيط الفكر وتجلية الوجدان من أدران الشك والكره. وليرى بنفسه من يصون الوطن من الضياع ومن خانوا وباعوا الوطن!!
لمزيد من مقالات محمد قطب رابط دائم: