سنوات طويلة عبرت مابين سيناء الجزء العزيز المغتصب من أرض الكنانة وسيناء البناء والتعمير والعودة، والشعب الذى تمسك بأرضه والجيش الذى دافع وقاتل و استرد الكرامة .. كان احتلال سيناء جرحا عميقا فى قلب كل مصرى .. وعادت الروح إلى كل مصرى وأعلام مصر ترتفع على رمال سيناء والشهداء يحلقون فى سمائها وهم يبشرون العالم بأن مصر استطاعت أن تحرر أرضها بدماء شهدائها .. يومها اختلطت الدماء بين من أعادوا للأرض كرامتها .. لم تكن عودة سيناء حدثا عابرا فى ذاكرة المصريين ولكنها كانت عودة الحياة لجزء عزيز من ترابها .. كلنا مازال يذكر الأيام العصيبة التى سقطت فيها الأرض الطيبة فى يد الاحتلال .. وهى صور عاشت فى ضمير كل مصرى حتى تحررت الأرض بدماء شهدائنا .. كان يوما خارج حدود الزمن والزعيم الراحل أنور السادات يحيى الشهداء ويبارك عودة الأرض فى حماية شعبها .. إن ما تشهده سيناء الآن من إعادة بناء تؤكد إصرار مصر على أن تحمى ترابها.. إن المزارع والمصانع والطرق والمنشآت وجيش مصر الصامد على حدودها يحمل للمصريين أحلاما بأن تكون سيناء هى مستقبل مصر الواعد لأن تضم فى ربوعها الملايين من شباب مصر الذى سيعيد بناءها.. وكما أعادها يوما بدماء الشهداء سوف يحميها بالعمل والإنتاج والأمن والرخاء لكل أبنائها .. تحية للدماء التى سالت على ربوعها وللشهداء الذين وهبوا حياتهم من أجل وطن حر لم يفرط يوما فى إرادته وترابه .. إن المزارع التى نراها الآن فى ربوع سيناء قد تطهرت بدماء أبطالنا حينما عبروا القناة فى ملحمة تاريخية أذهلت العالم وقرار زعيم حكيم اختار لحظة تاريخية. ولكى تكون ميلادا لهذا الجزء العزيز من قلب مصر .. وكلما عادت ذكرى تحرير سيناء عادت معها ذكريات رجال عاهدوا الله وصدقوا وكانوا ضمير هذا الشعب وأصدق ما فيه .. فى ذكرى تحرير سيناء وعودة هذا الجزء العزيز إلى الوطن سوف نذكر دائما شهداءنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم واستردوا الأرض والكرامة..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: