رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مع «المسحراتي» و «النشان»
أبو العزم يكشف تجليات الهوية فى «أيقونة الروح المصرية»

كتبت ــ أمانى زهران
لوحة النشان.. وتجسيد للحياة الشعبية

«مصر جميلة .. مصر جميلة.. خليك فاكر» – بهذه الأغنية استقبل جاليرى ليوان بالزمالك زواره، على أنغام فرقة حسب الله وبصحبة عربة بائع البطاطا وبائع العرقسوس فى افتتاح معرض «أيقونة الروح المصرية» للفنان محسن أبو العزم.

صاحب البصمة المتميزة فى الفن الواقعى التعبيرى وهو من التشكيليين المصريين الذين جسدوا بصدق الحياة الاجتماعية المصرية بعاداتها وتقاليدها الراسخة وطقوسها شديدة الخصوصية وعبر عنها بصور تحمل الكثير من الابتسامة التى تحمل بداخلها النقد اللاذع أحيانا، برؤية كاريكاتيرية وباليتة لونية ثرية مبهجة ومتناغمة وبخطوط قوية مع مفردات شعبية تعمق من أصالة العمل الفنى، فاستطاع أن يزيل الفجوة بين الفن والجمهور بأعماله التى تتميز بالبساطة، مما خلق لديه قاعدة جماهيرية من محبى الأعمال المصرية الشعبية فى مصر والعالم العربى .


المسحراتى.. فى عيون صاحب بصمة الفن الواقعي

ويشير أبوالعزم إلى تأثره فى شبابه بالفنان هنرى دومييه، رائد الواقعية فى فرنسا بالقرن التاسع عشر الذى يتسم بالمبالغات فى الملامح. ولكن تأتى مبالغات أبو العزم بشكل مختلف، حيث يلجأ للمبالغة فى حجم الأسنان مثلا حتى يظهر الضحكة بشكل أكبر، أو المبالغة فى الأطراف لإظهار الحركة أو التأكيد عليها، وليست مبالغة كاريكاتيرية فجة بلا معنى.

كما تأثر أيضا بالرواد المصريين محمود سعيد ومنير فهيم وحسين بيكار، إلا أنه استطاع خلق توليفة فنية فريدة خاصة به وتحمل توقيعه، لأنه كان أكثر تعمقا فى الواقع الشعبى فى الماضى والحاضر مع رصد التطور بعين ثاقبة. وإضافة شىء من الطرفة أو المبالغة حتى يتقبلها الجمهور، مع إضافة مفردات مثل صينية القلل، أو وابور الجاز والطشت، وهذه التفاصيل تعتبر من مكملات اللوحة، وقد أضاف عشقه السينما وأدب نجيب محفوظ له الكثير.

ويسلط المعرض الضوء على المناسبات والاحتفالات الشعبية الإسلامية والقبطية ،مثل الموالد و ليلة الحنة وصانع الكنافة والمسحراتى فى رمضان واحتفالات الأعياد ولعبة النشان فى المولد وغيرها من مظاهر الاحتفالات الشعبية،التى استهوت الطفل بعين المراقب منذ طفولته قبل عين الفنان وذلك لنشأته الشعبية.

بعض اللوحات تم تنفيذها بقطع متوسط وكبير بخامة الألوان الأكريليك على ورق على خشب، مثل لوحة" المسحراتى العجوز" بصحبة صبى صغير يحمل فانوسا ليضىء الطريق، والمسحراتى يدق الطبلة فيكاد المرء يسمع نداء السحور الشهير «إصحى يانايم وحد الدايم.. رمضان كريم»، بينما رجل استيقظ لتوه من النوم وأمامه طبق السحور و«قلة» الماء.

أو لوحة «الكنفاني» بين صانع الكنافة على الفرن الشهير والبائع الذى يتعامل مع الناس بتفاصيل غاية فى الجمال والواقعية لمشاهد من الحياة اليومية فى أيام الشهر الفضيل. ولوحة «العازف» من فرقة حسب الله وهو ينفخ فى آله الترومبيت على قهوة شعبية. ولوحة النشان او الحاوى فى المولد وغيرها من الموضوعات الجميلة الثرية.

والفنان محسن حسن أبو العزم من مواليد عام 1958 فى حى درب الجامع المعلق بمحافظة الفيوم؛ وهو يعتبر من أقدم الأحياء بالمحافظة، وربما يكون من الأسباب التى أدت إلى تعلق الفنان بتفاصيل الحياة الشعبية. حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير عام 1981؛ كما عمل بالتدريس بالسعودية من عام 1982- 1996،وحين عاد لمصر عمل بالتدريس أيضًا بكلية التربية النوعية.

> يستقبل معرض «أيقونة الروح المصرية» زواره بقاعة ليوان بالزمالك حتى يوم 28 أبريل الحالى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق