رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
نتفليكس.. الصعود للهاوية!

خلال السنوات العشر الماضية، بدت شركة الترفيه الأمريكية نتفليكس، للبث المباشر للعرض والأفلام مقابل اشتراك مادى، منجم ذهب يدر أرباحا بالمليارات. المشاهدون تدفقوا عليها وتركوا وسائل الإعلام التقليدية. اعتقد كثيرون أن المستقبل نتفليكس. عدد مشتركيها بلغ 222 مليونا. تلك الأيام ولت وبدأ المنجم مرحلة النضوب. قبل أيام، أعلنت الشركة فقدان 200 ألف مشترك خلال الربع الأول من العام، مما تسبب فى انهيار أسهمها بنسبة 25%.

هل أسكرها النجاح، فتعاملت بديكتاتورية مع المشتركين، أم أن هذا طبيعى فى عالم تنافسى لا يرحم ولا يترك أحدا على القمة للأبد؟ ربما كل ذلك وأكثر. تبنت نتفليكس أيديولوجيا تركز على محاربة العنصرية ضد السود والملونين والمثليين والأقليات عموما. البعض اتهمها بتفسير كل شىء بلون البشرة أو الخلفية الإثنية. جمهور عربى ملحوظ انتقدها بسبب نوعية من الأفلام عرضتها مؤخرا.

لكن الأسباب الأخرى أهم. بعد أن كانت رائدة فى مجالها، قلدها كثيرون. السوق ازدحمت بشركات تقدم نفس الخدمة وبتنوع أكثر. لم تعد الكعكة مملوكة حصريا لها. فى زمن «القطب الواحد»، أفرطت نتفليكس فى الثقة بنفسها واتخذت قرارات مشكوكا بصحتها. زادت بشكل متواصل من قيمة الاشتراكات وألغت برامج وأفلاما لأنها فشلت فى تحقيق أرباح فورية دون أخذ رأى المشتركين. لعبت أيضا سياسة، فأوقفت بث الخدمة عن روسيا لتفقد 700 ألف مشترك. نتفليكس تقول إن أساس الداء هو القرصنة التى تتعرض لها وإعطاء الأصدقاء وأفراد العائلة المشتركين كلمات السر الخاصة بهم لآخرين. هناك 100 مليون أسرة عبر العالم تشاهد الخدمة دون دفع ثمنها.

لكل ذلك، يبدو المستقبل كئيبا. خلال 3 أشهر، ستفقد مليونى مشترك. المنافسون سيزدادون شراسة. الاحتكار الذى كانت تتمتع به انتهى. ليس هناك وصفة سحرية للخروج من المأزق. ما تتعرض له نتفليكس ينطبق على الدول والأفراد والشركات. يتم ابتكار طريقة أو أسلوب يحقق مكاسب هائلة لصاحبه. يقلده الآخرون، فيتراجع نصيب المبتكر وينطفئ وهجه، ليحل محله لاعبون جدد. اليابان قلدت الغرب وتفوقت عليه ثم جاءت الصين وقلدتها لتعانى اليابان ركودا مزمنا وهكذا.. إنها سنة الحياة.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: