رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بالعقل
سلامة القلوب

«طيب اللسان» صفة من يتحلى بها امتلك مفاتيح كل الأبواب المغلقة، فالكلمة الطيبة صدقة والتغاضى عن عيوب الناس منتهى القوة، أما إظهار عيوب الغير والتشدق بها فمنتهى الضعف. فاﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ ﺑﻄﻮﻝ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺠﺮﻳﺤﻬﻢ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭأﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺠﺎﺑﻬﺘﻬﻢ أﻭ القدرة ﻋﻠﻴﻬﻢ، وهم كثر الآن خاسرون، يقوﻝ المصطفى ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻥ ﺷﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ يتقيه ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺨﺎﻓﺔ فحشه، والمقصود بالفحش الشخص سليط اللسان من يتعمد إيذاء مشاعر الغير بكلامه بحجة أنه الأكبر أو الأكثر فهما أو حتى الناصح الأمين ﻓﻜﻴﻒ تحمى ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ.

ﻳﻘﻮﻝ أحد السلف الصالح ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻚ ﻗﻮﻻ ﻣﺆﺫﻳﺎ ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﺃﻟﻢ وتحدث فى ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﺪﻭﺵ، ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺳﻤﻲ ﻫﺬﺍ (ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ) ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ نتجنب ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻛﻴﻒ نحاﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ لكيلا ﺗﺼﻴﺒﻚ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﺍﻟﻐﻞ، ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﺟﺴﺪى ﺃﻭ عصبى، ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ عدة ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ منها ﻗول ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ فى ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ (ﻭَﻟَﻘَﺪ ﻧَﻌﻠَﻢُ ﺃَﻧَّﻚَ ﻳَﻀﻴﻖُ ﺻَﺪﺭُﻙَ ﺑِﻤﺎ ﻳَﻘﻮﻟﻮﻥَ ﻓَﺴَﺒِّﺢ ﺑِﺤَﻤﺪِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻭَﻛُﻦ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴّﺎﺟِﺪﻳﻦَ».

نجد أن ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ جاء ﺑﻌﺪ ﻛﻠﻤﺔ (ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ) ﻓﻮﺭﺍ ﺃى ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﺫى.

فسلامة ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ يقى ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺃى ﺃﺫﻯ ﻳﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻳﻮﺭﺛﻚ ﺭﺿﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻘﺮ فى ﻗﻠﺒﻚ.

ﺇﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ فى ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ يقى ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ويشفى ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ, ﺑﻞ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻤﺎ ﻧﻈﻦ. ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺒﺤﻴﻦ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ.


لمزيد من مقالات إيمان عراقى

رابط دائم: